
الصحيفة العبرية نقلا عن مصادر: - الجيش يعاني نقصا في عدد جنود الاحتياط ويرفض الكشف عن معدل إقبالهم على المشاركة بعملية غزة - الجيش يستعد لنشر 3 ألوية احتياطية على الأقل بقطاع غزة ويواجه نقصا في الجرافات بعد تضرر نصفها
أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية، الخميس، بأن عملية الجيش الإسرائيلي لاحتلال مدينة غزة تعني نقصا في عدد جنود الاحتياط والجرافات اللازمة لتدمير منازل الفلسطينيين.
والأربعاء، أطلق الجيش عدوانا باسم "عربات جدعون2"، لاحتلال مدينة غزة بالكامل (شمال)، ما يصاعد من كارثية أوضاع الفلسطينيين الذين يتعرضون لإبادة جماعية ترتكبها تل أبيب منذ 23 شهرا.
الصحيفة لفتت إلى أن "الجيش زعم في البداية أن معظم جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم سيحلون محل القوات النظامية التي تخدم في الضفة الغربية وشمال إسرائيل"، في إشارة إلى لبنان وسوريا.
واستدركت: "لكن الجيش يستعد الآن لنشر ثلاثة ألوية احتياطية على الأقل في قطاع غزة".
وقالت: "خلافا لما كان عليه الحال في بداية الحرب، يرفض الجيش الآن الكشف عن معدل إقبال جنود الاحتياط على المشاركة في العملية الحالية" لاحتلال مدينة غزة.
و"مع ذلك، يقر الجيش بصعوبات التجنيد، ومن المتوقع أن يُعدّل الخطط العملياتية بناءً على عدد الجنود المتاحين في أي وقت"، وفقا للصحفية.
ونقلت عن جنود احتياط لم تسمهم قولهم إن العديد منهم وصلوا إلى قواعد التجنيد الاثنين الماضي، لكن من غير المتوقع أن يخدموا لفترة طويلة.
وقال جندي استُدعي الأربعاء وسيشارك في الحرب: "لا يوجد رفض صريح بيننا بل رفض مبهم، يحضر الجميع ويُوقّعون على التجنيد، ثم يُبرم كلٌّ منهم اتفاقه الخاص مع القادة".
وتابع موضحا: "البعض يخدم أسبوعا في الشهر، بينما يخدم آخرون في عطلات نهاية الأسبوع فقط، والبعض لا يستطيع الالتزام إطلاقا، والجيش يسمح بهذا النوع من الرفض، طالما أنه يبقى سرا".
** نقص جرافات
"هآرتس" أفادت أيضا بأن "الجيش يواجه كذلك نقصا في الجرافات".
وبيَّنت أنه "من بين نحو 200 جرافة كانت متوفرة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تضرر نصفها أثناء القتال".
وأضافت أنه "منذ ذلك الحين، اشترى الجيش 165 جرافة إضافية، لكن لم يصل منها سوى 65 جرافة".
و"لا يُتوقع استخدام الجرافات الجديدة في عملية مدينة غزة، إذ لن تبدأ عمليات تحديث مدرعاتها إلا في أكتوبر أو نوفمبر/ تشرين الثاني (المقبلين)، ولن تكون جاهزة للعمل قبل ذلك"، بحسب الصحيفة.
** نزوح قسري
هآرتس قالت: "يقدر مسؤولون عسكريون أن نحو 200 ألف فلسطيني، أي حوالي 20% من السكان المتبقين في مدينة غزة حاليا، سيرفضون الإخلاء وسيبقون في منطقة القتال، حتى لو كانت حياتهم في خطر".
ويضغط الجيش الإسرائيلي لإجبار فلسطينيي مدينة غزة، البالغ عددهم قرابة مليون، على النزوح منها.
وأضافت: "حتى الآن، نزح نحو 70 ألف فلسطيني".
وتابعت: "لم يدخل الجيش بعد إلى مركز المدينة أو أحيائها المكتظة بالسكان، وينشط بشكل رئيس على أطرافها".
ونقلت عن الجيش قوله إن وتيرة تقدم القوات ستحددها سرعة تهجير الفلسطينيين من مدينة غزة إلى الجزء الجنوبي من قطاع غزة.
وتحت وطأة قصف إسرائيلي دموي متكرر وموسع، نزح أغلب فلسطينيي قطاع غزة أكثر من مرة منذ بدء حرب الإبادة ولم يعد من مكان آمن في أنحاء القطاع كافة.
وأردفت الصحيفة: "مع بدء العملية البرية، أطلقت القوات نيران المدفعية على مناطق غير مأهولة قرب المدينة، في محاولة لحث الفلسطينيين على المغادرة".
وزادت بأنه "في الأيام الأخيرة، أبلغ الجيش القادة السياسيين أن السيطرة على المدينة ستمنحه السلطة المسيطرة على معظم أنحاء القطاع، مما يعني أنه سيضطر إلى تحمل المسؤولية الكاملة عن الفلسطينيين".
وأوضحت أنه "في هذه الحالة، سيحتاج الجيش إلى الاستعداد لتولي مسؤوليات مدنية متمثلة في توفير الغذاء والخدمات الطبية وتشغيل البنية التحتية الأساسية للصرف الصحي والمياه والكهرباء".
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت هذه الإبادة 64 ألفا و231 قتيلا، و161 ألفا و583 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 370 فلسطينيا بينهم 131 طفلا.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.