روبوتات متفجرة.. سلاح إسرائيلي لمحو غزة وتهجير أهلها

10:185/09/2025, Cuma
الأناضول
روبوتات متفجرة.. سلاح إسرائيلي لمحو غزة وتهجير أهلها
روبوتات متفجرة.. سلاح إسرائيلي لمحو غزة وتهجير أهلها

مصدر أمني بقطاع غزة في حديث للأناضول: - الاحتلال يستخدم روبوتات متفجرة تحمل أطنانا من المواد الناسفة لتقليل خسائره الميدانية - تُحدث موجات انفجارية تصل مسافة 300 متر، تتسبب بانهيارات متسلسلة بالمباني الباحث في الشأن العسكري والأمني الفلسطيني رامي أبو زبيدة: - إسرائيل تعتمد فئتين من الروبوتات: مركبات مجنزرة وروبوتات صغيرة للتفجير والاقتحام - الروبوتات المتفجرة لم تنه قدرة المقاومة على زرع العبوات أو تنفيذ عملياتها

في تصعيد جديد ضمن الإبادة الجماعية المستمرة منذ نحو عامين، يعتمد الجيش الإسرائيلي أسلوبا مدمّرا في قطاع غزة، يتمثل باستخدام "روبوتات متفجرة" تحمل أطنانا من المواد الناسفة يدفعها داخل الأحياء السكنية قبل تفجيرها عن بعد، ما يؤدي إلى تسوية مبان بالأرض وتهجير السكان.

وهذه الروبوتات هي آليات عسكرية قديمة يفخخها الجيش بمواد ناسفة، وظهر هذا التكتيك لأول مرة في مايو/ أيار 2024 خلال اقتحام مدينة جباليا شمال القطاع، ثم استُخدم في رفح جنوبا، ويجري اليوم تطبيقه بكثافة في قلب مدينة غزة، بعد أن صادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينت" في 21 أغسطس/ آب الماضي على خطة احتلال المدينة.

ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، شن الجيش الإسرائيلي منذ 13 أغسطس عملية برية "إجرامية"، فجّر خلالها أكثر من 100 روبوت متفجر وأجبر آلاف المواطنين على الإخلاء، ما أسفر عن مقتل 1100 فلسطيني وإصابة 6008 آخرين.

** تدمير ممنهج

مصدر أمني بقطاع غزة قال للأناضول إن هذه الروبوتات تُستخدم لتقليل خسائر الجيش في الميدان، إذ تُدفع ناقلات جند قديمة ليلا عبر جرافات إلى داخل الأحياء قبل تفجيرها عن بعد، محدثة موجات انفجارية تصل إلى مسافة 300 متر، تتسبب بانهيارات متسلسلة في المباني المتلاصقة.

وأضاف المصدر مفضلا عدم نشر اسمه أن "هذا التكتيك برز بوضوح عند دخول الجيش الإسرائيلي مدينة جباليا ومخيمها في مايو 2024، حينما استهدفت المقاومة آليات إسرائيلية ليتبين لاحقا أنها كانت فارغة وتعمل كروبوتات متفجرة، انفجرت بشكل ضخم وأحدثت دمارا واسعا".

ومطلع سبتمبر / أيلول الجاري، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن الجيش الإسرائيلي يدمر يوميا نحو 300 وحدة سكنية باستخدام 15 عربة مفخخة تحمل قرابة 100 طن من المتفجرات.

وأوضح المرصد (مقره جنيف) أن كل عربة قادرة على محو 20 وحدة سكنية دفعة واحدة، ما يعني فقدان مئات آلاف المواطنين لمنازلهم ونزوحهم مجددا في ظروف قاسية.

كما أشار إلى أن التفجيرات تتم غالبا ليلا أو فجرا لإثارة الرعب ودفع المواطنين للنزوح، وتسمع أصواتها على مسافات تتجاوز 40 كيلومترا، ما يعكس حجم التدمير الهائل.

** أنواع الروبوتات

الباحث في الشأن العسكري والأمني الفلسطيني رامي أبو زبيدة، قال للأناضول إن الجيش الإسرائيلي يستخدم فئتين رئيسيتين من الروبوتات.

وأوضح أن "الأولى تتمثل في مركبات مجنزرة معدلة، مثل ناقلات الجند القديمة من طراز M113، يجري تحميلها بأطنان من المتفجرات وتشغيلها عن بعد لتفجير أحياء كاملة قبل دخول القوات البرية".

وذكر أن "الثانية هي روبوتات أرضية صغيرة الحجم (أشبه بعربة صغيرة أو روبوت آلي متحرك)، بعضها مخصص لإزالة العبوات الناسفة، وأخرى تجهز ببراميل متفجرة وتُدفع نحو مداخل الأنفاق والمناطق ذات الكثافة السكانية العالية".

ولفت إلى أن "الانفجارات التي تحدثها هذه الروبوتات تؤدي إلى انهيارات متسلسلة في المباني المتلاصقة، وتدمير واسع للبنية التحتية، وقد تسقط دفعة واحدة العديد من المنازل في الأحياء المكتظة".

** دوافع وتداعيات

ويرى أبو زبيدة أن الدافع الرئيسي وراء استخدام الروبوتات هو تقليل الاحتكاك المباشر مع المقاتلين الفلسطينيين، وفتح ممرات لدخول قوات إسرائيلية عبر التفجير المسبق للعبوات والمباني، إضافة إلى تقليل الخسائر البشرية في صفوف الجيش.

لكنه أكد أن الثمن الإنساني باهظ، إذ تتسبب هذه التفجيرات في محو أحياء كاملة وتشريد مئات العائلات، فضلا عن تأثير نفسي وردعي يهدف إلى بث الرعب بين المواطنين ودفعهم إلى النزوح.

وأشار الباحث إلى أن "الروبوتات المتفجرة لم تنه قدرة المقاومة على زرع العبوات أو تنفيذ عملياتها، لكنها أسهمت في إحداث دمار واسع وتهجير جماعي، ما يجعلها أداة حرب إبادة أكثر من كونها تكتيكا عسكريا".

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الإبادة 64 ألفا و231 قتيلا، و161 ألفا و583 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 370 فلسطينيا بينهم 131 طفلا.

#"الإبادة الجماعية"
#أحياء غزة
#الروبوتات المتفجرة