
"برج مشتهى" يقع بمنطقة تضم عشرات آلاف النازحين ما ينذر بحدوث كارثة إنسانية جديدة..
قصف الجيش الإسرائيلي، الجمعة، مبنى سكنيا غرب مدينة غزة يؤوي مئات الفلسطينيين ويقع بمنطقة تضم عشرات آلاف النازحين الفلسطينيين.
يأتي ذلك فور توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بأن "أبواب الجحيم تفتح الآن في مدينة غزة ولن تغلق".
ووفق مراسل الأناضول، فإن الجيش الإسرائيلي قصف عدة طوابق من "برج مشتهى" ما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة منه، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد في المنطقة.
ومنذ بدء الإبادة الإسرائيلية في غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 قصف الجيش الإسرائيلي المبنى نفسه 4 مرات ما أدى لتدمير عدة شقق سكنية فيه، وفق مراسل الأناضول.
وأفاد المراسل بأن "مخيم الكتيبة" المحاذي للمبنى من أكبر مخيمات المدينة، ويضم عشرات آلاف النازحين الفلسطينيين، ما ينذر بحدوث كارثة إنسانية جديدة.
كما أن جامعتي "الأزهر" و"الإسلامية"، قريبتان من المبنى المستهدف، وتضمان أيضا آلاف الخيام وعشرات آلاف النازحين، فضلا عن أن منطقة غرب غزة عموما أصبحت مكتظة بنحو مليون فلسطيني نزح غالبيتهم من شرق المدينة وشمال القطاع.
من جانبه، زعم الجيش الإسرائيلي في بيان أن المبنى المستهدف "كانت تستخدمه حماس"، وأنها وضعت بداخله "بنى تحتية"، علما بأن المبنى يؤوي نازحين.
وادعى أن حماس "وضعت تحت المبنى بنية تحت أرضية، يروج من داخلها عناصر حماس لمخططات إرهابية ضد الجيش الإسرائيلي".
ومتجاهلا انتهاكاته للقانون الدولي ومواصلته الإبادة بغزة، ادعى الجيش الإسرائيلي أن "المنظمات الإرهابية في قطاع غزة تنتهك بشكل ممنهج أحكام القانون الدولي، مستغلة المرافق المدنية لزرع أنشطة إرهابية".
** "أبواب الجحيم"
وفي وقت سابق الجمعة، هدد الوزير كاتس بأن "أبواب الجحيم تفتح على غزة الآن، وتم تسليم أول إشعار بإخلاء مبنى شاهق في مدينة غزة قبل الهجوم".
وأضاف متوعدا: "عندما يُفتح الباب لن يُغلق، وسيزداد نشاط الجيش الإسرائيلي حتى تقبل حماس بشروط إسرائيل لإنهاء الحرب (الإبادة الإسرائيلية في غزة)، وعلى رأسها إطلاق سراح جميع الرهائن، ونزع سلاحهم، وإلا فسيتم القضاء عليهم".
تصريحات كاتس تأتي رغم أن حماس وافقت في 18 أغسطس/ آب المنصرم، على مقترح للوسطاء بشأن صفقة جزئية لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، إلا أن إسرائيل لم ترد على الوسطاء، رغم تطابق بنوده مع مقترح أمريكي سابق وافقت عليه تل أبيب.
والأربعاء، جددت "حماس" استعدادها لإبرام صفقة شاملة لإطلاق الأسرى الإسرائيليين جميعا، مقابل أسرى فلسطينيين، وإنهاء الحرب على غزة، والانسحاب من القطاع، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض ذلك أيضا في بيان لمكتبه.
وخلال الأيام الماضية نزحت أعداد كبيرة من الفلسطينيين من شمال شرق مدينة غزة إلى مناطقها الغربية تحت كثافة النيران الإسرائيلية، بعد إعلان تل أبيب في 29 أغسطس/ آب الماضي، المدينة التي يسكنها نحو مليون فلسطيني "منطقة قتال خطيرة".
ومنذ الإعلان، كثف الجيش الإسرائيلي قصفه منازل المدنيين الفلسطينيين، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، وسط تساؤلات بشأن الوجهة التي يمكن يسلكها الفارون تحت وطأة استهداف تل أبيب لكافة مناطق القطاع.
وفي 8 أغسطس، أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لاحتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيا، تبدأ بتهجير فلسطينيي مدينة غزة نحو الجنوب، يتبعها تطويق المدينة، ومن ثم تنفيذ عمليات توغل إضافية في مراكز التجمعات السكنية، وفق هيئة البث العبرية الرسمية.
ومنذ 700 يوم، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 64 ألفا و231 قتيلا، و161 ألفا و583 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 376 فلسطينيا، بينهم 134 طفلا.