
المحلل البارز عاموس هارئيل قال إن ترامب ذكر الأسرى الإسرائيليين الأحياء ولم يتحدث عن الأموات منهم..
قال المحلل العسكري الإسرائيلي عاموس هارئيل، الجمعة، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو غير متعاطف مع الأسرى في قطاع غزة، ويركز اهتمامه فقط على بقائه السياسي.
وأضاف هارئيل في مقال كتبه بصحيفة "هآرتس" العبرية: "يركز نتنياهو اهتمامه فقط على البقاء السياسي: كيف يُمكنه البقاء في السلطة وخارج السجن".
وتابع: "لطالما اقتنع الذين يعملون عن كثب مع نتنياهو، بأنه فقد كل حس بمحنة الرهائن وعائلاتهم".
والأربعاء، جددت "حماس" استعدادها لإبرام صفقة شاملة لإطلاق الأسرى الإسرائيليين جميعا، مقابل أسرى فلسطينيين، وإنهاء الحرب على غزة، والانسحاب من القطاع، لكن نتنياهو رفض ذلك أيضا في بيان لمكتبه.
وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها نحو 11 ألفا و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وفيما يتعلق باحتلال مدينة غزة، قال هارئيل: "ليس من المؤكد أنه سيتطور إلى حملة مُستدامة وطويلة الأمد تُتوّج بالاستيلاء على المدينة وهزيمة حماس، كما تأمل قاعدته (نتنياهو) السياسية. في الوقت الحالي".
وأضاف: "يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحديث عن الحرب كل يومين، الأربعاء، دعا حماس إلى إطلاق سراح جميع الرهائن، لكنه لم يذكر سوى العشرين الذين ما زالوا على قيد الحياة، ولم يذكر الثمانية والعشرين الذين قُتلوا".
وفي هذا الصدد أشار إلى أنه "داخل دائرة نتنياهو، ثمة اعتقاد راسخ بأن ترامب معجب برئيس الوزراء، ويمنحه حرية واسعة لشن هجوم واسع النطاق على غزة. ولعل هذا هو العامل الرئيسي وراء قرار إسرائيل المضي قدمًا في الهجوم".
واستدرك: "لكن في النهاية، ترامب معجب بنفسه فقط، حتى لو أبدى اهتمامًا بمواقف نتنياهو".
وبشأن نتائج العملية العسكرية بمدينة غزة، قال المحلل إنها ستؤدي إلى "طرد المدنيين، ومعاناة هائلة، وربما وفيات كثيرة، حيث سيرفض البعض الإخلاء".
وخلال الأيام الماضية نزحت أعداد كبيرة من الفلسطينيين من شمال شرق مدينة غزة إلى مناطقها الغربية تحت كثافة النيران الإسرائيلية، بعد إعلان تل أبيب في 29 أغسطس/ آب الماضي، المدينة التي يسكنها نحو مليون فلسطيني "منطقة قتال خطيرة".
ومنذ الإعلان، كثف الجيش الإسرائيلي قصفه منازل المدنيين الفلسطينيين، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، وسط تساؤلات بشأن الوجهة التي يمكن يسلكها الفارون تحت وطأة استهداف تل أبيب لكافة مناطق القطاع.
وفي 8 أغسطس أقرت إسرائيل خطة طرحها نتنياهو لاحتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيا، تبدأ بتهجير فلسطينيي مدينة غزة نحو الجنوب، يتبعها تطويق المدينة، ومن ثم تنفيذ عمليات توغل إضافية في مراكز التجمعات السكنية، وفق هيئة البث العبرية الرسمية.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 64 ألفا و231 قتيلا و161 ألفا و583 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 370 فلسطينيا بينهم 131 طفلا.