انهيار شبكة الدعاية السوداء الإسرائيلية!

09:4927/07/2025, الأحد
تحديث: 30/07/2025, الأربعاء
عبدالله مراد أوغلو

لا يخفى على أحد أن المسألة بالنسبة لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل لا تتعلق بـ"حماس"، بل تتعلق بـ"الفلسطينيين" أنفسهم. خطة إسرائيل تقوم على تهجير الفلسطينيين من غزة وضمّ الضفة الغربية. وعلى الرغم من أن الإدارات الأمريكية توحي بأنها تؤيد حل الدولتين، إلا أنها لم تتجاوز حدود المماطلة والتسويف في تعاملها مع الفلسطينيين. فالولايات المتحدة لم تكن يومًا وسيطًا نزيهًا، بل إن الدعم المطلق والبشع الذي قدمته، ومعها حلفاؤها الغربيون، لإسرائيل، هو ما أوصل "الإبادة الجماعية للفلسطينيين" إلى هذه المرحلة الحالية،

لا يخفى على أحد أن المسألة بالنسبة لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل لا تتعلق بـ"حماس"، بل تتعلق بـ"الفلسطينيين" أنفسهم. خطة إسرائيل تقوم على تهجير الفلسطينيين من غزة وضمّ الضفة الغربية.

وعلى الرغم من أن الإدارات الأمريكية توحي بأنها تؤيد حل الدولتين، إلا أنها لم تتجاوز حدود المماطلة والتسويف في تعاملها مع الفلسطينيين.

فالولايات المتحدة لم تكن يومًا وسيطًا نزيهًا، بل إن الدعم المطلق والبشع الذي قدمته، ومعها حلفاؤها الغربيون، لإسرائيل، هو ما أوصل "الإبادة الجماعية للفلسطينيين" إلى هذه المرحلة الحالية، خطوة بخطوة.


حتى النداء العاجل الذي أطلقته أكثر من مئة منظمة إغاثية للتحذير من أن حصار غزة بات يهدد بحصول وفيات جماعية، لم يحرّك ضمير الداعمين المتشددين لإسرائيل. لقد تحجّرت قلوبهم تمامًا، ويصل بهم الأمر إلى الادعاء بأن مشاهد موت الأطفال جوعًا ليست سوى دعاية مضللة.

أما عضو الكونغرس الجمهوري اليهودي "راندي فاين"، فقد ذهب إلى حد القول علنًا: "دعوا الغزيين يموتون جوعًا".


ورغم محاولات التستر على جرائم إسرائيل، إلا أن الشعور المتنامي بضرورة إنهاء الدعم الأمريكي غير المشروط لها يتصاعد يومًا بعد يوم.

ردود الفعل الشعبية بدأت تُجبر بعض النواب الديمقراطيين الموالين لإسرائيل داخل الكونغرس الأمريكي على توجيه انتقادات لإسرائيل.


ففي رسالة بعثوا بها إلى ترامب، طالب ستة من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين بممارسة الضغط على نتنياهو من أجل إقرار تبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار، ووضع آليات موثوقة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.

هؤلاء السيناتورات يشغلون مواقع بارزة في لجان بالغة التأثير داخل مجلس الشيوخ، مثل "لجنة الاستخبارات"، و"لجنة القوات المسلحة"، و"لجنة الشؤون القضائية"، و"لجنة العلاقات الخارجية".

ومن المهم التنويه إلى أن ثلاثة من هؤلاء الستة كانوا حتى وقت قريب من الأسماء المدعومة من قبل أقوى أذرع اللوبي الإسرائيلي، أي لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية، بسبب مواقفهم الموالية لإسرائيل.


أما ما تقصده إدارة ترامب بـ"وقف إطلاق النار"، فهو لا يتجاوز إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين فحسب. في "هدنتهم" المقترحة، لا يوجد ما يحدّ من مواصلة إسرائيل لعمليات الإبادة الجماعية. ويجري تحميل "حماس" مسؤولية فشل الاتفاق لأنها ترفض هذا النوع من "الهدنة".

وقد ألمح ترامب في تصريحه يوم الجمعة إلى أن فشل مفاوضات الهدنة وتبادل الرهائن يعود إلى إيمان نتنياهو بضرورة تصعيد الحرب من أجل "التخلّص من حماس".


ترامب يعلم جيدًا أنه حتى لو أفرجت حماس عن الأسرى الإسرائيليين، فإن إسرائيل ستواصل قصف غزة. والإشارة التي أرسلها في هذا السياق تُعدّ تحفيزًا صريحًا لنتنياهو. ومن الواضح أن ترامب لم يعد يملك أي تأثير يُذكر على نتنياهو.

حتى الجمهوريون التابعون لتيار ترامب، والذين يُعارضون الحروب الأمريكية العبثية في الشرق الأوسط، بدأوا يُشككون في موقف ترامب الضعيف تجاه إسرائيل ونتنياهو.

عندما يُحاصر الأمريكيون بالأسئلة، يردّون بأنهم لا يستطيعون إملاء الأوامر على "دولة ذات سيادة" مثل إسرائيل. لكن اللافت أنهم لا يتورعون عن إملاء الأوامر على بقية دول العالم، بينما يُسرعون إلى التذرع بـ"السيادة" عندما يتعلق الأمر بإسرائيل. وكأن إسرائيل هي التي تمدّ أمريكا بالسلاح، وليس العكس.


ترامب يتفاخر بإرسال مساعدات غذائية إلى غزة، لكنه يتهم "حماس" بأنها تمنع توزيعها، دون أن يقدم أي دليل يثبت هذا الادعاء، لأنه ببساطة لا وجود له.

وفي الوقت نفسه، لا يذكر ترامب شيئًا عن المجزرة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية عندما قتلت أكثر من ألف فلسطيني كانوا يحاولون الوصول إلى الغذاء. ورغم ذلك، يشتكي من أنه لم يُمنح ما يستحقه من التقدير على "مساعداته".


أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين. أما وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، فقد هاجم بشدة هذا الموقف الفرنسي، وقال: "هذا القرار المتهور لا يخدم إلا دعاية حماس ويقوّض السلام. إنه صفعة لضحايا 7 أكتوبر". رد الفعل المتطابق من كل من الولايات المتحدة وإسرائيل على موقف فرنسا كان لافتًا للغاية.


أما بالنسبة لروبيو، فإن مقتل 60 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، لا يُعد أمرًا ذا أهمية. ضحايا فلسطين لا تهمّه إطلاقًا. هذه هي "العدالة الأمريكية". في المقابل، حاول ترامب التقليل من شأن إعلان ماكرون، وقال: "هذا التصريح لا قيمة له"، في محاولة لتهميش فرنسا.


شبكة الدعاية السوداء التي استخدمتها إسرائيل في الولايات المتحدة للتأثير على الرأي العام قد انهارت. فلم يعد هناك ما يُجدي نفعًا.

الهيكل الابتزازي الذي كان يقف خلف "فضيحة جيفري إبستاين" بدأ يُكشف وجهه الحقيقي. أما وسائل الإعلام الأمريكية التقليدية، فقد فقدت مصداقيتها ولم تعد بنفس التأثير السابق. حتى أقرب أصدقاء إسرائيل في الولايات المتحدة بدأوا ينسحبون تدريجيًا منها. ومن المؤكد أن هذا الانسحاب سيستمر.

#إسرائيل
#الدعاية السوداء لإسرائيل
#حصار غزة
#تجويع غزة