المعلمون الأمريكيون ينضمون إلى موجة التمرد على اللوبي الصهيوني

11:5315/07/2025, الثلاثاء
تحديث: 31/07/2025, الخميس
عبدالله مراد أوغلو

تأسست رابطة مكافحة التشهير، التي تتخذ من نيويورك مقرًا لها، بزعم مكافحة الأفعال والتصريحات المعادية لليهود. وتُعد هذه الرابطة من أقدم مؤسسات اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، وقد بلغت بها الجرأة حدّ تصنيف أي انتقاد لكيان الاحتلال الإسرائيلي ضمن "الأعمال المعادية للسامية". ومن الجدير بالذكر أن اليهود المناهضين للصهيونية، الذين ينددون بالإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في غزة، يُوصمون أيضًا بأنهم "معادون لليهود". ومنذ أربعين عامًا، تعمل رابطة مكافحة التشهير على تزويد المدارس العامة الأمريكية

تأسست رابطة مكافحة التشهير، التي تتخذ من نيويورك مقرًا لها، بزعم مكافحة الأفعال والتصريحات المعادية لليهود. وتُعد هذه الرابطة من أقدم مؤسسات اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، وقد بلغت بها الجرأة حدّ تصنيف أي انتقاد لكيان الاحتلال الإسرائيلي ضمن "الأعمال المعادية للسامية". ومن الجدير بالذكر أن اليهود المناهضين للصهيونية، الذين ينددون بالإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في غزة، يُوصمون أيضًا بأنهم "معادون لليهود".

ومنذ أربعين عامًا، تعمل رابطة مكافحة التشهير على تزويد المدارس العامة الأمريكية بمحتوى تعليمي حول "المحرقة اليهودية"، و"التثقيف المناهض للكراهية"، و"معاداة السامية". كما تعدّ تقارير سنوية عن "معاداة السامية" وتشاركها مع المؤسسات التعليمية، حيث تُدرج التظاهرات المؤيدة لفلسطين ضمن "الأعمال المعادية لليهود". ووفقًا للكاتب جي. إي. روزنبرغ، الذي كان سابقًا من أنصار الصهيونية، فإن المهمة الأساسية لهذه الرابطة هي الدفاع عن سياسات كيان الاحتلال بأي ثمن، مستخدمة تهمة "معاداة السامية" كسلاح.


ويفيد روزنبرغ بأن الرابطة وصفت مبادرة "اتحاد معلمي ماساتشوستس" لتطوير محتوى تعليمي داخلي حول "تاريخ فلسطين" بأنها "تشجيع على معاداة السامية". وأشار إلى أن الرابطة تستهدف التظاهرات المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات، وتنشر تقييمات تشمل الطلاب المشاركين فيها، وكذلك إدارات الجامعات التي لا تعاقبهم. كما أكد أن الرابطة تمارس ضغوطًا على إدارات الجامعات لمعاقبة من يوجه انتقادات لكيان الاحتلال الصهيوني وللفكر الصهيوني عمومًا.


وقد استهدفت الرابطة كذلك "الرابطة الوطنية للتعليم"، وهي أكبر نقابة للمعلمين في الولايات المتحدة، بسبب إدانتها للإبادة الجماعية في غزة ومطالبتها بوقف إطلاق النار. كما وصفت الرابطة بعض أعضاء النقابة المنتمين للحزب الديمقراطي والمرشحين للكونغرس بأنهم "راديكاليون مناهضون لإسرائيل"، لمجرد انتقادهم للاحتلال. أما "اتحاد معلمي لوس أنجلوس"، الذي يمثل 35 ألف معلم، فقد رفض مساواة معاداة الصهيونية بمعاداة السامية، وطالب بإزالة محتوى رابطة مكافحة التشهير من المواقع الإلكترونية المدرسية.


وقد أثارت ضغوط الرابطة على المدارس العامة غضب "الرابطة الوطنية للتعليم"، التي تمثل المعلمين والكوادر الداعمة في المدارس الحكومية. وخلال مؤتمرها الوطني، الذي يضم نحو ثلاثة ملايين عضو، قررت النقابة قطع علاقتها مع رابطة مكافحة التشهير. وبحسب القرار الصادر عن "مجلس ممثلي النقابة"، والمؤلف من سبعة آلاف مندوب، في 6 تموز/يوليو، فإن النقابة لن تستخدم أو تصادق أو تروّج لأي من محتويات أو إحصاءات هذه الرابطة.


وانتقد أعضاء النقابة تصنيف كل تعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني على أنه "خطاب كراهية معادٍ للسامية"، مشيرين إلى أن الرابطة تبالغ بشكل كبير في أرقام "جرائم الكراهية". وقد شبّه أحد المندوبين، ويدعى ستيفن سيغل، ذلك بالقول: "أن نسمح للرابطة بتحديد مفهوم معاداة السامية يشبه أن نسمح لشركات الوقود الأحفوري بتحديد معنى تغيّر المناخ".


وفي بيان صدر عن رابطة مكافحة التشهير ردًا على قرار النقابة، جاء فيه: "لن نتراجع عن دعمنا لإسرائيل، ولن نتوقف عن جهودنا في الوصول إلى ملايين الطلاب سنويًا من خلال برامجنا التعليمية". كما اتهمت الرابطة النقابة بمحاولة فرض أجندة راديكالية ومعادية لليهود على الطلاب. وفي أحد المواقع الإعلامية الموالية لكيان الاحتلال، أُشير إلى أن التحالف التاريخي بين الرابطة والأوساط التقدمية من الديمقراطيين قد انهار، وجاء فيه: "في النزاع بين نقابة المعلمين والرابطة، الخاسر هم اليهود".


وأيّدت منظمة "صوت يهودي من أجل السلام"، وهي إحدى منظمات المجتمع المدني التي تنظم احتجاجات ضد "الإبادة الجماعية في فلسطين"، قرار النقابة بقطع علاقتها مع رابطة مكافحة التشهير. وأكدت المنظمة في بيان لها أن هذه الرابطة، رغم ادعائها بأنها منظمة حقوق مدنية، إلا أنها في الواقع تعمل كمجموعة ضغط صهيونية تدافع عن مصالح الاحتلال الإسرائيلي. كما شددت على أن الرابطة تسيء استخدام تهمة "معاداة السامية" لخدمة أجنداتها الخاصة.


ويُعدّ قرار النقابة بقطع علاقتها مع الرابطة، رغم كونه توصية في الوقت الراهن، مؤشرًا بالغ الأهمية على أن "اللوبي الصهيوني" بدأ يفقد زخمه ونفوذه. فكيان الاحتلال يخسر معركة الرأي العام داخل الولايات المتحدة، حليفه الأول والأكبر. وعلى وجه الخصوص، بدأ تعاطف الشباب الأمريكي يتحول من إسرائيل إلى فلسطين. وقد أدّى هذا التحوّل إلى إثارة تساؤلات عميقة ومقلقة في الأوساط الصهيونية حول مستقبل مكانة الكيان الصهيوني في المجتمع الأمريكي.

#اللوبي الصهيوني
#رابطة مكافحة التشهير
#السامية