تمرّد ضد إسرائيل في صفوف معسكر ترامب

10:5513/07/2025, Pazar
تحديث: 31/07/2025, Perşembe
عبدالله مراد أوغلو

ذكرت صحيفة هآرتس العبرية، في تقرير نُشر في أيار/مايو الماضي، أن 70% من الإنفاق العسكري لـ"إسرائيل" في حربها الإبادية على غزة، تم تمويله من الأموال الأمريكية. ولا تزال الإبادة الجماعية مستمرة في كل من غزة والضفة الغربية، فيما تواصل الولايات المتحدة تقديم الدعم العسكري لـ"إسرائيل". تقدم الولايات المتحدة سنويًا مساعدات عسكرية بقيمة 3.8 مليار دولار للاحتلال، وكما ظهر خلال المجازر في غزة، فإن واشنطن لا تكتفي بالمساعدات الروتينية، بل تضخّ أموالًا إضافية نحو "إسرائيل". يتصرف الجناحان الوسطيان في الحزبين

ذكرت صحيفة هآرتس العبرية، في تقرير نُشر في أيار/مايو الماضي، أن 70% من الإنفاق العسكري لـ"إسرائيل" في حربها الإبادية على غزة، تم تمويله من الأموال الأمريكية. ولا تزال الإبادة الجماعية مستمرة في كل من غزة والضفة الغربية، فيما تواصل الولايات المتحدة تقديم الدعم العسكري لـ"إسرائيل". تقدم الولايات المتحدة سنويًا مساعدات عسكرية بقيمة 3.8 مليار دولار للاحتلال، وكما ظهر خلال المجازر في غزة، فإن واشنطن لا تكتفي بالمساعدات الروتينية، بل تضخّ أموالًا إضافية نحو "إسرائيل".

يتصرف الجناحان الوسطيان في الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة كما لو أنهما "حزب واحد" عندما يتعلق الأمر بتقديم الدعم غير المشروط لـ"إسرائيل". لا يهم أي حزب يملك الأغلبية في الكونغرس الأمريكي؛ فهذا الواقع لا يتغير. وفي هذا السياق، لا يبدو أن لرأي الشعب الأمريكي أهمية تُذكر. فالسياسات الأمريكية تجاه "إسرائيل" ترسمها شراكة تتكوّن من اللوبي الصهيوني، والمجمّع الصناعي العسكري، والمحافظين الجدد، ووسائل الإعلام السائدة، ومراكز الفكر المزعومة. ويجب أن نضيف إلى هذه الشراكة ما يُعرف بـ"الصهاينة المسيحيين"، الذين يُعدّون في مواقفهم أكثر تطرّفًا في دعم "إسرائيل" حتى من بعض الصهاينة اليهود أنفسهم.


غير أن تزايد الانتقادات ضد "إسرائيل" داخل الكونغرس الأمريكي، وخصوصًا من الجناح التقدمي اليساري للحزب الديمقراطي، بدأ يُربك هذا التحالف الداعم للاحتلال. كما تحتدم في معسكر "ترامب" المنادي بـ"أمريكا أولًا" نقاشات عنيفة بشأن تقليص المساعدات الخارجية. وقد عبّر مؤخرًا المعلق المحافظ الشهير تاكر كارلسون عن قلقه من أن مصالح "إسرائيل" توضع قبل مصالح الولايات المتحدة نفسها. وبحسب كارلسون، فإن "تحالف أمريكا أولًا" الذي أوصل ترامب إلى البيت الأبيض يواجه خطر التفكك.


وعلى الرغم من أن الصهاينة يدّعون بأن "إسرائيل" قادرة على خوض حروبها دون دعم أمريكي، فإنهم أنفسهم لا يؤمنون بذلك حقًا. فهاجسهم الأكبر هو فقدان الدعم العسكري والدبلوماسي الأمريكي. وهم يدركون تمامًا أن "إسرائيل" لا يمكن أن تصمد بدون الولايات المتحدة.


ورغم أن الدعوات إلى تقليص المساعدات الخارجية، الصادرة من داخل "معسكر ترامب"، تؤثر بقوة على الخطاب السياسي للقاعدة الترامبية، فإنها حتى الآن لا تملك القوة الكافية لوقف تدفّق الأسلحة والأموال الأمريكية نحو الاحتلال. ويزداد الشرخ يومًا بعد يوم بين من يريدون إعادة صياغة "أمريكا أولًا" لتصبح في الحقيقة "إسرائيل أولًا"، وبين من يصرّون على أن تكون "أمريكا أولًا" بمعناها الوطني الحقيقي. أما وسائل الإعلام المرتبطة بـ"اللوبي الإسرائيلي"، فهي تهاجم السياسيين الذين يطالبون بتقليص المساعدات لـ"إسرائيل"، وتوصمهم بأنهم "معادون لليهود".


كما يشعر المواطنون الأمريكيون العاديون بالانزعاج من استخدام دولارات ضرائبهم في تمويل الحروب الإسرائيلية. وقد أصبح هذا الانزعاج يُعبّر عنه بشكل علني، وخصوصًا في أوساط "الجمهوريين الترامبيين". ومن بين هؤلاء النائبة الجمهورية في الكونغرس مارجوري تايلور غرين، التي تؤكد مرارًا أن الولايات المتحدة لا يجب أن تتورط في حروب "إسرائيل"، وتعرب بصراحة عن انزعاجها من نفوذ "اللوبي الإسرائيلي" على الساسة الأمريكيين. وتُطالب غرين بأن تُخصّص الأموال الأمريكية لحاجات الشعب الأمريكي، بدلًا من تقديمها لـ"إسرائيل" أو لأي دولة أخرى، وقد لفت الانتباه وصفها للاحتلال الإسرائيلي بـ"إسرائيل النووية".


وينصّ "قانون مخصصات وزارة الدفاع للعام 2026" على تقديم مساعدات إضافية بقيمة 500 مليون دولار لكل من "إسرائيل" والأردن وتايوان. وفي منشور نشرته عبر حسابها على منصة "إكس" في 9 تموز/يوليو، سلّطت غرين الضوء على حقيقة أن الولايات المتحدة تمنح "إسرائيل" سنويًا أكثر من 3 مليارات دولار، وقالت:


"الاحتلال الإسرائيلي المسلّح نوويًا، لديه دين وطني يقلّ عن 400 مليار دولار، في حين أن ديننا الوطني الأمريكي الخانق يبلغ 37 تريليون دولار. بما أن ديْن إسرائيل النووية ودفاعاتها تحت السيطرة، فلا ينبغي لدافعي الضرائب الأمريكيين أن يدفعوا لها 500 مليون دولار إضافية من فواتير دفاعنا".


وقدّمت غرين اقتراح تعديل يقضي بوقف هذه المساعدة المقدرة بـ500 مليون دولار لـ"إسرائيل"، ويشمل أيضًا إلغاء المساعدات الإضافية المقررة للأردن وتايوان. ومن المتوقع أن تنظر اللجنة المختصة في مجلس النواب هذا الأسبوع في مشروع القانون مع التعديل الذي قدّمته غرين.


لكن، ما لم تتغير المعادلة الثنائية الحزبية المؤيدة لـ"إسرائيل" في الكونغرس الأمريكي، فإن احتمالات نجاح غرين وآخرين في منع هذه المساعدات الإضافية تظل ضئيلة. ومع ذلك، فإن مثل هذه المبادرات تُسهم في زيادة النقاش داخل الرأي العام الأمريكي حول "اللوبي الإسرائيلي" وحول العدوانية الإسرائيلية المتفلّتة من كل قيد. لطالما اعتُبرت "إسرائيل" بأنها "أصل استراتيجي" للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، غير أن هذا المنطق يفقد تأثيره شيئًا فشيئًا، فيما تتزايد أعداد الأمريكيين الذين باتوا يرون في "إسرائيل" عبئًا ثقيلًا على بلادهم.

#الكونغرس الأمريكي
#إسرائيل
#الإنفاق العسكري لـ"إسرائيل"
#معسكر ترامب
#الدعم الأمريكي لإسرائيل