انتهى زمن الكلمات.. نحتاج إلى غضب يُفيض المتوسط، وعواصف من الرصاص!.. الإبادة الجماعية باتت معولمة، وانقضى عهد الاستنكار! .. ماذا لو كنا عشرة مليارات؟ لم يعد لدى أحد طاقةٌ للصمت.. ليكن كلٌّ منا "غزِّيًّا ليومٍ واحد" ولْيتوقف هذا العالم!

08:017/08/2025, Perşembe
تحديث: 7/08/2025, Perşembe
إبراهيم قراغول

لم تعد الكلمات مجدية. لم تعد للجمل سلطة. لم يعد أيّ كلام ينفذ إلى القلوب. لم تعد العقول تنفتح على أيّ حقيقة.لقد فُقِدت "بوصلة الإنسانية". تَرسّخ وجود الإنسان عند نقطة الصفر، ونحن نحدّق ببلادة. ما يُرتكب في غزة لا يُمكن الحديث عنه بلغة السياسة. القتل البطيء جوعًا لا يُناقش بلغة التكتيكات العسكرية. أن تُنصب فخاخ الخبز وتُدعى الناس للرصاص لا يُتناول بلغة الأزمات. لم يعد شيء يمكن تعريفه بتلك الأزمات التي اعتدنا عليها. الإبادة الجماعية باتت معولمة! لم تعد للأفكار والسياسة والتكتيكات العسكرية أي سلطة!

لم تعد الكلمات مجدية. لم تعد للجمل سلطة. لم يعد أيّ كلام ينفذ إلى القلوب. لم تعد العقول تنفتح على أيّ حقيقة.لقد فُقِدت "بوصلة الإنسانية". تَرسّخ وجود الإنسان عند نقطة الصفر، ونحن نحدّق ببلادة. ما يُرتكب في غزة لا يُمكن الحديث عنه بلغة السياسة. القتل البطيء جوعًا لا يُناقش بلغة التكتيكات العسكرية. أن تُنصب فخاخ الخبز وتُدعى الناس للرصاص لا يُتناول بلغة الأزمات. لم يعد شيء يمكن تعريفه بتلك الأزمات التي اعتدنا عليها.


الإبادة الجماعية باتت معولمة!

لم تعد للأفكار والسياسة والتكتيكات العسكرية أي سلطة!


لقد انتهى زمن الفكر، والتحليل، والتكتيك، والاستراتيجية. إذا لم تعد الكلمات تتحول إلى رصاص، وإذا سكتت البشرية، وإذا احتمت الدول بعبارات التنديد، وإذا قُيّدت أيدي وأرجل الشعوب، فهذه علامات النهاية.


إذا كان الجميع قد أصبح ماهرًا في اختلاق الأعذار "المقنعة" للهرب، وإذا كانت خطب المتكبرين والمتعالين تغطينا، وإذا كان أصحاب الخطابات الرنانة يقيدون الدول والشعوب بكلمات "عقلانية"، وإذا كانوا يدّعون أنهم يهدوننا الطريق بينما يعبثون بعقولنا، فهذا يعني أن الإبادة الجماعية قد أصبحت معولمة.


إذا عولِم الخطأ، والذنب، والعار، والشر، والعجز، واللاشيء، والغرور، والأنانية، فقد فُتحت أبواب الكارثة المشتركة للبشرية منذ زمن بعيد.


ليس وقت الكلام. إنه وقت الغضب، وقت السلاح!


ليس وقت الكلام. إنه وقت الفعل، وقت السلاح، وقت الغضب، وقت الثأر، وقت المحاسبة، وقت الانتقام، وقت محاصرة الملعونين في الأرض، وقت جعلهم عاجزين عن الحركة في أيّ بقعة من هذا العالم.


لقد حان وقت النزول إلى الساحة كأفراد، كمواطنين، كمجتمعات، كجماعات، كحركات سياسية، كأمم، لنضع الأمور في نصابها.


ما يُرتكب في غزة ليس بحق غزة فقط، ولا بفلسطين، ولا بحماس، ولا بالعرب، أما زلتم لا تفهمون؟ ما يحدث اليوم في غزة سيحدث غدًا في مصر، في الأردن، في سوريا، في الأناضول، وستصابون بالدهشة.


ألا ترون أنهم يفتحون أبواب الشيطنة، والشر، والفناء ضد الجنس البشري؟ لا نقول لكم أنقذوا غزة، بل نقول: انقذوا الجنس البشري. احفظوا جوهر الإنسان، نقاء الإنسان.


نحتاج إلى غضب يُفيض المحيطات.

نحتاج إلى عواصف من الرصاص.

نحتاج إلى إرادة تُشعل البحر الأبيض المتوسط


لا تظنوا أن هذا كله سينسى. لا تجلسوا في أركان الراحة وتقولوا "ما أكثر ما شهدته الدنيا، وما أكثر ما حدث في التاريخ. الزمن كفيل بتجاوز هذا أيضًا، والحياة تستمر". أنتم واهمون.

صرخات من يسيرون نحو الرصاص من أجل قطعة خبز أو قبضة دقيق، وهي ترتفع إلى السماء، ستصمّنا جميعًا وتلعننا، ولن تفهموا.


"كفى مقالاتٍ تُكتب، كفى صخبًا يُبثّ على الشاشات، كفى خطبًا سياسية، كفى تَستّرًا خلف وقار الدول، كفى حساباتٍ باردةً تُجهض الفعل. آن أوان الحركة. فليتحرك كل فرد، ولو كالنملة. ليحمل كوب ماء، ليصل بقطعة خبز، ليصبّ غضبًا يفيض كالمحيط، ليكن رصاصةً تعصف، وليُشعل المتوسط نارًا لا تُخمد."


اجمعوا كل الكلمات والكتب منذ آدم عليه السلام. انظروا ماذا تقول لنا!

ماذا يحدث لنا؟ أُخرست ألسنتنا، وجفّت أيدينا، وترهلت عقولنا، وتوقفت قلوبنا عن النبض. ماذا يحدث لنا؟ ماذا يحدث لأبناء هذه الأرض؟


هذا الصمت، هذه اللامبالاة، هذا العجز عن الإجابة، هذا العجز عن إيجاد الحلول، سيكون قيامتنا. اجمعوا كل الكلمات منذ آدم عليه السلام. اجمعوا كل الوعود. اجمعوا كل الأوامر الإلهية، كل الوحي. اجمعوا كل الكتب المكتوبة. اجمعوا كل الكلمات الصادقة التي قيلت. اجمعوا كل المآسي التي عشناها. كلها ستخبركم بشيء واحد:


"أوقفوا هذه الهمجية. أوقفوا هذه الوحشية ضد أبناء آدم، ضد عباد الله الأبرياء، ضد المظلومين في هذه الأرض. تحركوا، افعلوا شيئًا. إذا لم تفعلوه بالكلمات، فافعلوه بالسلاح."


انتهى زمن الاستنكار القلبي. وماذا لو كنا عشرة مليارات؟ من سنحمي بهذا الحال؟


انتهى زمن الاستنكار القلبي. لا تلهوا أنفسكم به. لا تخدعوا أنفسكم به. لا تضيّعوا الأمانة التي في أعناقكم بهذه الطريقة. من نحن لنظن أننا نخدع الله تعالى! إذا استمرت الأمور بهذا الشكل، ولم يتحرك أحد، فكيف سيكون حال هذه الأرض بعد عشرين عامًا؟ فكروا، كيف سيكون؟

وماذا لو كنتم عشرة مليارات؟ وماذا لو كنتم أقوى من اليوم؟ ما نفع القوة إن لم تُستخدم؟


إذا كان مجتمع من عشرة ملايين شخص قادرًا على إسكات كل الدول، والشعوب، والمدن في هذه المنطقة، إذا كان قادرًا على شلّ حركتهم، وإجبارهم على الاختباء خلف الأعذار، فكيف سيكون المشهد بعد عشرين عامًا؟

من لا يستطيع حماية غزة اليوم، لن يحمي لبنان غدًا. لن يحمي سوريا. لن يحمي مصر. لن يحمي الأناضول.


هل سنفهم فقط عندما تُقصف مدننا بالأسلحة النووية؟ نحن نعيش المستقبل الآن، ألا تفهمون؟


بلد من عشرة ملايين شخص سيحرق كل شيء من جنوب الأناضول إلى سيناء، ومن قبرص إلى بغداد، ومن اليمن إلى الخليج.

ربما سيفجرون المدينة المنورة، ربما سيستخدمون الأسلحة النووية في مدننا. إذا صمتنا نحن، إذا صمتتم أنتم، فسيحدث هذا. بصمتنا هذا، نحن نزودهم بالوقود، ألا تدركون؟

ما نراه اليوم في غزة من إبادة، وتجويع، وإذلال، وأبشع الممارسات ضد الإنسانية، سنراه غدًا في كل هذه الدول. هم يفتحون ذلك الباب. إذا واصلتم هذا الصمت، فسنراه، صدّقوا.

لسنا نتحدث عن المستقبل. نحن نعيشه الآن، ألا تدركون؟ ما نعيشه اليوم، بهذا الإهمال، سيكون غدنا، أفهموا.

لا تحصروا عقولكم في غزة فقط، لا تختزلوا القضية في غزة. إن فعلتم، ستختلقون الأعذار على هذا الأساس، وستخونون أنفسكم، صدقوني. لأن المسألة ليست مسألة غزة.


يجب إزالة "إسرائيل" من على الخارطة. لا بد من محو تاريخ الخطأ المستمر منذ 77 عامًا

انظروا إلى التاريخ، انظروا إلى إمبراطورياتنا، إلى القوى العظمى التي أنشأناها، إلى القادة العظماء الذين أنجبناهم. هذا التاريخ، وهذه الجغرافيا، من قلب أوروبا إلى المتوسط، ومن المحيط الهندي إلى سور الصين، بُنيت بالتدخل الفوري والحاسم. لم تُبنى بالصمت، ولا بانتظار مرور الزمن، ولا بالاحتماء بالغير.

ما نقوم به اليوم سيحدد خريطة الغد، وتحالفات الشعوب، والمعادلة العالمية للقوة، ومجال السلام والرخاء بعد عشرين عامًا، سجلوا هذا.


وحينها، لن تكون هناك "إسرائيل"، ولا ينبغي أن تكون. يجب محو هذا الكيان من خريطة الجغرافيا. يجب إغلاق صفحات هذا التاريخ الخاطئ الذي استمر 77 عامًا. يجب إزالة هذا المجتمع من هذه الأرض.


علينا اتخاذ قرار. حينها يمكننا أن نبني نظامًا يحكمه السلام والرخاء، والثقافة والحضارة، والقوة والعدالة. فعلنا هذا مئات السنين، وسنفعله مجددًا.

حينها ستتّحد الخرائط، وتلتقي المدن، وينتهي سلطان الغرب في أوطاننا، وتنتهي الصراعات داخل الجغرافيا. وسيُبنى حزام خارق من البحر الأحمر إلى الخليج، ومن آسيا الوسطى إلى البحر الأسود، وسيحدث هذا بسرعة فائقة.

خطة لعشرين عامًا ستنقذنا. إما أن نشهد الفناء، أو نعود للوجود. اتخذوا قراركم. إما أن تُحرق كل المدن، أو نرى حزامًا خارقًا، اتخذوا قراركم.


الجميع ملزم بخوض حرب ضد إسرائيل. فلنتوحد حول محور الإنسان!

في تركيا، ومصر، والعراق، والسعودية، وباكستان، وإندونيسيا، والجزائر، والسودان، والبوسنة، وأوزبكستان، وفي كل بلد نعتبره لنا، كل فرد، كل إنسان ملزم بالدخول في حالة حرب مع إسرائيل.

إذا صمتت الدول، فلتتحرك الشعوب. فليتحرك الأفراد. من أصغر المجموعات إلى أكبر الجماعات والحركات السياسية، الجميع تحت هذا الواجب.

لا يمكننا إضاعة الوقت بالكلمات. يجب حذف عبارات "التنديد" من معجمنا. مهما كانت هويتك، أو قوميتك، أو مذهبك، أو توجهك السياسي، لا بد أن تتحرك من منطلق الإنسان، أن تعتبر أنقى صورة للإنسان هي الأساس، وتسير بناءً عليها.


في وقت تُرتكب فيه واحدة من أبشع جرائم التاريخ البشري، وفي وقت يُسعى لتطبيع هذه الوحشية على أنها مستقبلنا، يجب أن نتخلص من هذه الأنانية التي تلغي المستقبل.


غزة الصغيرة ستُغيّر العالم. وما سيبقى لنا هو أن نحيا في عارٍ دائم

تذكّروا: الحرب على إسرائيل تبدأ من كل بلد. هؤلاء المرتكبون للإبادة الجماعية يجب ضربهم في تل أبيب، وفي كل بقعة من هذه الجغرافيا.

يجب جعلهم عاجزين عن الحياة في أيّ زاوية من هذا العالم. يجب تتبعهم كأوبئة، وشلّ حركتهم. يجب السيطرة على هؤلاء "الكائنات المشوهة جينيًا" حتى تتمكن البشرية من مواصلة مسيرتها.


حتى إن لم تتحركوا، فإن غزة الصغيرة تغيّر العالم، وها هي تغيّره. هم، بموتهم، بمسيرهم نحو الرصاص، باستشهادهم تحت ركام بيوتهم، بموتهم البطيء جوعًا، بصيحاتهم التي ترتقي إلى السماء، يُغيّرون العالم، وها هم يفعلون. وما يتبقى لنا هو العار.

هم، المظلومون في الأرض، يغادرون هذا العالم وهم ناقمون على البشرية جمعاء. يحاولون أن يقولوا شيئًا لنا من خلال كرامتهم، وبسالتهم. إن لم نلتقط رسالتهم، إن لم نتعلم من درسهم هذا، فويلٌ لنا.


لنحيا في خزي

لم يعد لدى أحد القدرة على الصمت!


سيسجلنا التاريخ، بهذا الحال، كشركاء في الإبادة. لن يهتم التاريخ بما فكّرنا فيه اليوم، ولا بالأعذار التي افتعلناها، بل سينظر إلى ما فعلناه.


لم يعد وقت الكلمات. إنه وقت السلاح. نحن جميعًا نشهد لأول مرة في حياتنا على إبادة جماعية. لن يُسجلنا التاريخ كشهود، بل سيحاكمنا على صمتنا.

ليكن كل واحد منا غزِّيًّا ليوم واحد فقط. ليفهم أن الكلمات لم تعد مجدية. ليرَ أين هو محور الإنسان.


لم تعد لدينا قدرة على الصمت.

#الإبادة الجماعية في غزة
#غزة
#زوال إسرائيل
#إسرائيل