السعودية والإمارات تنضمان لدول خليجية بوضع ضوابط للعبة روبلوكس

انضمت السعودية والإمارات لدول خليجية بوضع ضوابط للعبة ومنصة شركة "روبلوكس" الأمريكية الشهيرة في عالم الألعاب الإلكترونية، بعد تحذيرات من مخاطرها على الأطفال.

وتنوعت الضوابط المفروضة على ROBLOX، وفق رصد الأناضول، بين وضع شروط تشغيل وحظر وحجب مؤقت لحين مراجعة الملاحظات.

** انضمام سعودي

وأفادت قناة "الإخبارية" السعودية، الخميس بأن هيئة تنظيم الإعلام في المملكة ألزمت شركة روبلوكس بإيقاف المحادثات الصوتية والكتابية وبرقابة المحتوى.

ونقلت القناة عن مشرف قسم الألعاب الإلكترونية بهيئة تنظيم الإعلام هتان طويلي قوله إن "حجب المحادثات الصوتية والكتابية في لعبة روبلوكس إجراء مؤقت للعمل على تحسين وتطوير الأدوات الرقابية لتضمن حماية المستخدمين وتعزز من بيئة اللعب الآمنة".

بدورها، أكدت روبلوكس في بيان نقله إعلام سعودي، الخميس، أنها "التزمت باشتراطات الهيئة العامة لتنظيم الإعلام في السعودية، لرقابة المحتوى ومعالجة المخالفات داخل اللعبة".

وأوضحت الشركة أنه "بعد إجراء مناقشات مع عدد من الجهات الحكومية، بما في ذلك الهيئة العامة لتنظيم الإعلام في السعودية، نلتزم بالعمل على تطوير وتعزيز قدراتنا في مجال التواصل والإشراف على المحتوى باللغة العربية".

وأظهر تقرير هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية لعام 2024 بالسعودية، أن "روبلوكس" احتلت المرتبة الثانية ضمن أكثر الألعاب تحميلًا على الأجهزة الذكية في المملكة.

** موقف إماراتي

وفي الإمارات، أعلنت هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية "تدرا" الخميس، تطبيق تعديلات جديدة بالتعاون مع "روبلوكس"، تهدف إلى تعزيز مستويات الحماية والأمان الرقمي لمستخدمي المنصة، خصوصاً الأطفال.

وشملت التعديلات "تعطيل بعض ميزات التواصل مؤقتاً مثل خاصية المحادثة داخل اللعبة، في إطار تدابير وقائية لحماية الفئات العمرية الأصغر"، وفق بيان.

كما تتضمن التغييرات إدخال تحسينات على الإشراف على المحتوى والتواصل باللغة العربية، وإضافة تحسينات على مجموعة ميزات السلامة وأدوات الرقابة الأبوية.

** خطوات عربية

وفي 21 أغسطس/آب الماضي، أعلنت الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات في الكويت (رسمية)، في بيان حجب لعبة روبلوكس في البلاد، وذلك "استناداً إلى صلاحياتها القانونية في حماية المستخدمين، لا سيما فئة الأطفال"

وأوضحت أن "هذا القرار يأتي استجابةً لشكاوى الأهالي والجهات المختصة في شأن ما تحتويه اللعبة من مخاطر على سلامة الأطفال، بما في ذلك التعرض لممارسات غير آمنة، واستغلال إلكتروني، وسلوكيات ضارة، فضلاً عن محتويات غير مناسبة وممارسات شرائية غير آمنة".

وأكدت الهيئة أن "قرار الحجب موقت لحين انتهاء مفاوضاتها مع الشركة المشغلة، والتأكد من التزامها بحذف أي محتويات مسيئة أو خطرة، وتوفير معايير حماية كافية للأطفال، وذلك قبل إعادة النظر في رفع الحجب".

وفي 13 أغسطس قررت قطر حظر اللعبة في البلاد "حفاظا على سلوكيات الأطفال والمراهقين"، وفق ما نقله إعلام محلي بينه قناة الجزيرة.

وفي يونيو/حزيران، نقلت صحيفة "أثير" العمانية عن المعنيين في هيئة تنظيم الاتصالات الرسمية بالبلاد تأكيدا بأن منصة “روبلوكس” محظورة رسميًا.

** المنصة تدافع

والشهر الماضي رفعت ولاية لويزيانا الأمريكية دعوى قضائية تتهم فيها روبلوكس بتسهيل استغلال الأطفال، ما دفع منصة الألعاب الإلكترونية إلى رفض الادعاء باعتباره "غير صحيح"، بحسب ما نقلته شبكة بي بي سي البريطانية.

وروبلوكس عبارة عن منصة ألعاب إلكترونية تفاعلية مجانية تأسست قبل نحو عقدين من الزمن وحققت شعبية كبيرة بين الأطفال والمراهقين حول العالم.

وتقوم فكرتها الرئيسية على إتاحة الفرصة للمستخدمين لـ"تصميم عوالم افتراضية خاصة بهم"، باستخدام أدوات برمجية مبسّطة، وخوض مغامرات متنوعة داخل هذه العوالم، واللعب بشكل جماعي مع مستخدمين آخرين، والتواصل المباشر مع لاعبين من مختلف الدول.

واستقطبت اللعبة قرابة 85 مليون مستخدم، نحو 40 بالمئة منهم تحت سن 13 عاما، وفق تقرير لصحيفة "الغارديان" نشرته في مايو/أيار الماضي.

وفي عام 2023 وحده، تم تسجيل أكثر من 13 ألف حالة استغلال للأطفال عبر اللعبة في الولايات المتحدة فقط، بينما تم توجيه 1200 تقرير رسمي إلى المنصة بشأن اعتداءات على الأطفال.

وأفادت وكالة "بلومبرغ"، الأمريكية في 2024 ، بأن الشرطة في الولايات المتحدة ألقت القبض على ما لا يقل عن 24 شخصاً منذ عام 2018 بتهم تتعلق بخطف أو إساءة معاملة أفراد تعرّفوا عليهم أو استدرجوهم عبر المنصة.

وأشارت الشركة في أغسطس إلى أن متوسط عدد المستخدمين النشطين يومياً يبلغ 111.8 مليون مستخدم، يرسلون 6.1 مليارات رسالة دردشة ويحمّلون إبداعاتهم على الخدمة.

وسوق الألعاب الإلكترونية من أكثر الأسواق نمواً حول العالم، مستهدفاً أكثر من 3.4 مليارات لاعب أو مستخدم لتطبيقات الألعاب، وبقيمة تقترب من 200 مليار دولار، وفق إحصائيات غير رسمية تعود للعام 2024.