ما القصة؟ هل ستدفع البلطجية إلى الشوارع يا أوزغور أوزَل؟ أي إبادة جماعية تفتح لها الأبواب؟ أنت لا تخدم السياسة بل تنفّذ أجندة إسرائيل.. لقد أدركنا حجم الخطر!

07:068/07/2025, الثلاثاء
تحديث: 8/07/2025, الثلاثاء
إبراهيم قراغول

أوزغور أوزَل! هل تدرك ما الذي تقوله؟ هل تدرك خطورة العبارات التي تتفوه بها؟ هل تدرك إلى أين يمكن أن تصل نهاية هذا الأمر؟ أنت لا تعلم شيئًا عن مثال مصر. لا تعلم شيئًا عن الألاعيب التي حيكت هناك، وكيف تم العبث بمصير بلدٍ بأكمله، وكيف تحوّل إلى لعبة في يد إسرائيل. هناك من همس في أذنك ببعض الكلمات وأنت تكرر ذلك “الحفظ” دون وعي. بعقليتك هذه، قد تدعو حتى “جيوش الاحتلال” لدخول هذا البلد. بل إنك في الحقيقة بدأت تدعوهم، لكن بتحفظ وتردّد! ليست أجندة تركيا.. بل هذه أجندة إسرائيل! هذه ليست أجندة تركيا، بل هي

أوزغور أوزَل! هل تدرك ما الذي تقوله؟ هل تدرك خطورة العبارات التي تتفوه بها؟ هل تدرك إلى أين يمكن أن تصل نهاية هذا الأمر؟

أنت لا تعلم شيئًا عن مثال مصر. لا تعلم شيئًا عن الألاعيب التي حيكت هناك، وكيف تم العبث بمصير بلدٍ بأكمله، وكيف تحوّل إلى لعبة في يد إسرائيل.

هناك من همس في أذنك ببعض الكلمات وأنت تكرر ذلك “الحفظ” دون وعي. بعقليتك هذه، قد تدعو حتى “جيوش الاحتلال” لدخول هذا البلد. بل إنك في الحقيقة بدأت تدعوهم، لكن بتحفظ وتردّد!


ليست أجندة تركيا.. بل هذه أجندة إسرائيل!


هذه ليست أجندة تركيا، بل هي أجندة إسرائيل. هذه كلمات إسرائيل، وهذه نوايا إسرائيل. يلقّنونك بعض الأمور، وأنت تروّج لها في تركيا وتبيعها للناس تحت مسمّى “السياسة”.

أنت تتفوه بعبارات في غاية الخطورة يا أوزغور أوزَل. أنت تتجاوز بعباراتك حدود مسؤوليتك كرئيس حزب وحدود هوية "الشعب الجمهور"، وتدخل في سيناريوهات تحمل أخطارًا كبيرة على تركيا.

هذه ليست سياسة. هذا ليس خطابًا سياسيًا. هذه ليست ديمقراطية. وإن لم تدرك ذلك فلن تبقى في مقعدك طويلًا. وإن لم تفهم هذا، ستدفع تركيا نحو الهاوية، وستحوّل حزب الشعب الجمهوري إلى بديل عن تنظيم بي كي كي أو تنظيم غولن الإرهابي، وستدفع ثمن ذلك غاليًا جدًا.


فيلم رعب متخفٍّ برداء السياسة؟ لسنا نشاهد المقطع الدعائي بل ننتظر الفيلم كاملًا!

تركيا أهم من سياستكم وحزبكم وفهمكم للديمقراطية وأسلوب حياتكم بكثير


على مدى ألف عام، دفع الذين ضحّوا من أجل هذا البلد أثمانًا باهظةً في هذه الجغرافيا الواسعة، وقدموا الدماء والأرواح، وسيجبرونك على ابتلاع هذه الكلمات. لا يمكنك أن تختبئ خلف “قناع الحزب السياسي” وتستهدف تركيا.

فكّر مرة أخرى في كلماتك يا أوزغور أوزَل: أنا وحدي من يحدد اليوم الذي سأدعو فيه الناس للنزول إلى الشوارع. لا تجبروني على دعوة هذا الشعب للخروج. عندها ستشاهدون الساحات عبر شاشات التلفزيون، تمامًا كما حدث في مصر

نحن الآن نجري بروفات في الساحات. أنتم تشاهدون المقطع الدعائي في 81 ولاية، المقطع الدعائي فقط. سأجعلُكم تشاهدون فيلم الرعب.”

الأغلبية الساحقة من هذا الشعب تتساءل اليوم عن حقيقة ذلك الفيلم الذي تعرض مقطعه الدعائي. إنهم مستعدون وسيكونون في الانتظار.

نحن في الأناضول تجاوزنا أزماتٍ أعظم على مدار قرون، وسنتجاوز هذه أيضًا، لكنك ستكون من يفجّر نفسه بيديه.


ما هو سيناريو مصر؟ ومن هم “بلطجيتك”؟


ما الذي حدث في مصر يا أوزغور أوزَل؟ لماذا ذكرتَ مثال مصر؟ لقد أُطيح بمحمد مرسي، الذي جاء بالديمقراطية، عبر انقلاب عسكري. وقُتل الآلاف ممن خرجوا إلى الشوارع معترضين على ذلك.

تم استخدام “البلطجية” – أي القتلة المأجورين – والدبابات لسحق الجماهير. وكان هؤلاء البلطجية من الأقباط في مصر. فمن ستدفع بهم أنت إلى الشوارع؟ ومن ستحوّلهم إلى قتلة مأجورين؟ ومن ستحشدهم بأسلحة إسرائيل؟

هل أنت واعٍ بما تقول؟ هل فكّرت يومًا في حجم الفتنة الاجتماعية والصراع الداخلي الذي تدعو إليه بكلماتك هذه؟ ألا تدرك أن من يدفعونك لقول ذلك قد أعدّوا أيضًا خطة لهذه الفتنة؟


أي إبادة جماعية ستفتح أبوابها؟

لو لم يُطَح بمرسي، لما كنا نشاهد اليوم الإبادة الجماعية في غزة. ذلك الانقلاب فُرض لفتح الطريق للإبادة الجماعية، ولإراحة يد إسرائيل.


فأي إبادة جماعية تحاول أنت فتح الطريق أمامها يا أوزغور أوزَل؟ أي أجندة إقليمية تحاول فتح أبوابها بإضعافك لتركيا؟ من هم الذين حمّلوك أدوار “المحتل الداخلي”؟ هل تعتقتد أننا لا نعرف ما يجري؟


جرّبتم ثلاث مرات.. ولم يبقَ لكم سوى إسرائيل!

لقد جربتم هذا من قبل يا أوزغور أوزَل


جرّبتموه عبر إرهاب غيزي. جرّبتموه عبر محاولات انقلاب 17-25 ديسمبر. وجرّبتموه عبر هجوم 15 يوليو، والذي أراه أخطر تدخّل خارجي منذ الحرب العالمية الأولى.

الذين سبقوك أيضًا كانوا يضربون الأمثلة بمصر؟ كانوا يستخدمون مصر مثالًا؟ في ذلك الوقت، الذين حاولوا تمزيق تركيا جاءوا واحدًا تلو الآخر يطرقون أبواب تركيا صاغرين. انظر إلى حالهم آنذاك وحالهم اليوم.

في ذلك الوقت، كانت إسرائيل وراءكم، وكانت الولايات المتحدة وراءكم، والدول الأوروبية كانت وراءكم، وبعض دول المنطقة أيضًا كانت تدعمكم.

الآن لم يبقَ لكم أحد. لم يبقَ من يدعمكم سوى إسرائيل. فهل ستجرّبون هذه المرة معها؟ هل ستمهّدون الطريق لهجوم إسرائيلي على تركيا؟


أصبحت العواصم تُقصف في ليلة واحدة! لن يلتفت أحد لدموعك يا أوزغور أوزَل!


انظر ماذا تكتب صحيفة فاينانشال تايمز التي تكثرون من التصريحات لها وتدبجون فيها شكاواكم:

"تركيا وإسرائيل تواجهان خطر الصدام. بعض الأوساط في المؤسسات الأمنية الإسرائيلية بدأت ترى النفوذ الإقليمي لتركيا تهديدًا طويل الأمد و(أخطر من إيران)"

ها أنا أكتب لك تحديدًا من هنا. الدور الذي تتولاه داخليًا هو تمامًا هذا الدور. بهذا الوضع لم تعد شخصية سياسية، بل أصبحت مسألة تمسّ الأمن القومي. لقد صارت العواصم اليوم تُقصف في ليلة واحدة يا أوزغور أوزَل. الصواريخ تحرق المدن. لم يعد هناك حدود أو ضوابط لأي شيء.

جميع الدول باتت تستثمر في القوة، لأننا دخلنا عصرًا يُمحى فيه الضعفاء. لم يعد أي بلد يتحدث اليوم عن الديمقراطية أو حرية التعبير. لا في الشرق ولا في الغرب.

وفي مثل هذه المرحلة، لن يهتم أحد بمشاكل حزب الشعب الجمهوري ، ولن يلتفت أحد لدموع أوزغور أوزَل.


أنت في الجانب الخطأ من الجبهة

رتب حزبك أولًا! الجميع أعلن إقطاعيته الخاصة


في خضم هذه الصراعات، اخترتَ لنفسك الطرف الخطأ يا أوزغور أوزَل. كان ينبغي أن تنحاز بكل كيانك إلى صف تركيا، بينما أنت تركض خلف المناقصات لتكون واجهةً داخليةً لقوى أخرى.


حزب الشعب الجمهوري بلا زعيم، بلا رقابة داخلية، بلا هيكل تنظيمي. كلٌ في موقعه قد أعلن إقطاعيته الخاصة، يعمل ويضرب بلا حدود أو قواعد. أصلح حزبك وتولّ أمره أولًا، ثم تحدث بعد ذلك عن قضايا تركيا.


ليست لديك القدرة على فرض إملاءاتك على تركيا. ليست لديك القوة لدفع الجماهير إلى الشوارع. ليست لديك القوة لتهديد تركيا. كلماتك أكبر من قدرتك ولن تملك تلك القدرة أبدًا.


أنت وحدك من سيدمّر نفسه يا أوزغور أوزَل


إنك تقف اليوم في الميدان كإرثٍ متبقٍ من مشروع التدخل الأخير الذي جرى تمريره عبر أكرم إمام أوغلو. لا تنسَ ذلك أبدًا.


إن لم تتحكّم في عقلك، ستدمّر نفسك بيدك يا أوزغور أوزَل. وإن لم تنتبه، فسينتهي عمرك السياسي قبل أن يبدأ أصلًا.


اقرأ كلماتك مرة أخرى… ستدرك بنفسك أن الأمر يتجاوز مجرد دعوات للنزول إلى الشوارع.


ونحن قد أدركنا ذلك!

#أوزغور أوزال
#حزب الشعب الجمهوري
#تركيا