ليست هذه حالة "جمودٍ عقلي"، بل هي "جمودٌ إنساني"! سنشهد اشتعال البحر الأبيض المتوسط بألسنة اللهب. والمجتمع الذي سيهلك في القرن الحادي والعشرين هو المجتمع الإسرائيلي.

07:0129/07/2025, منگل
تحديث: 29/07/2025, منگل
إبراهيم قراغول

قبل عام، كنّا نُحصي يوميًا عدد الأطفال الذين يُقتلون بالإبادة الجماعية. أما هذا العام، فنُحصي يوميًا عدد الأطفال الذين يموتون جوعًا. "أُجبرنا على أن نُشاهد بصمتٍ وعجزٍ ومن دون أي غضب، أبشع النماذج في تاريخ البشرية. هذه ليست حالة "جمودٍ عقلي"، بل هي "جمودٌ إنساني"! إنها تطبيعٌ للأمثلة المرعبة التي ستشهدها البشرية في عالم الغد. منذ خلق النبي آدم، نشهد واحدةً من أعظم الانحرافات. وما يجري في غزة لن يكون النهاية، صدقونا! ولهذا نصرخ. لقد انتشرت وحشية غزة إلى العالم كلّه. ولكن من يظن أن مشكلتنا تقتصر على

قبل عام، كنّا نُحصي يوميًا عدد الأطفال الذين يُقتلون بالإبادة الجماعية. أما هذا العام، فنُحصي يوميًا عدد الأطفال الذين يموتون جوعًا.


"أُجبرنا على أن نُشاهد بصمتٍ وعجزٍ ومن دون أي غضب، أبشع النماذج في تاريخ البشرية. هذه ليست حالة "جمودٍ عقلي"، بل هي "جمودٌ إنساني"! إنها تطبيعٌ للأمثلة المرعبة التي ستشهدها البشرية في عالم الغد.

منذ خلق النبي آدم، نشهد واحدةً من أعظم الانحرافات. وما يجري في غزة لن يكون النهاية، صدقونا! ولهذا نصرخ. لقد انتشرت وحشية غزة إلى العالم كلّه. ولكن من يظن أن مشكلتنا تقتصر على غزة وحدها، سيكتشف قريبًا مدى خطئه الكبير، وسيقع في خيبة أمل عميقة.


السكوت على “دولة” و”مجتمع” واضح تمامًا أنه سيستخدم حتى السلاح النووي في الغد، يعني إلقاء هذه الجغرافيا كلّها، من إيران إلى البحر الأحمر، ومن الأناضول إلى الخليج، في أتون النيران، والقضاء على مستقبل المنطقة برمّتها.


صدقونا، ما يحدث لن يتوقف عند غزة. سيتكرر هذا النوع من الوحشية في كل الجغرافيا، بل في معظم أنحاء العالم. إن لم نوقف ذلك، ستُفتح الأبواب على مصراعيها نحو انهيار تام للجنس البشري منذ عهد آدم، صدقونا.


"يجب على تركيا أن تضرب إسرائيل".. سننقل لهيب القلوب إلى شواطئ المتوسط


المقال الذي كتبته الأسبوع الماضي تحت عنوان "يجب على تركيا أن تضرب إسرائيل" لم يكن يتحدث عن اليوم، بل عن الغد. كان يصف جغرافيا الغد، أناضول الغد، وعالم الغد.

رغم أنه أثار قلقًا لدى البعض، إلا أنه عبّر عن صوت القلوب لدى آخرين. ونحن سنفعل كل ما بوسعنا لتعزيز هذا الصوت، وزيادة قلق الخائفين. سنحوّل الكلمات إلى رصاص، والغضب إلى عاصفة، ونطلق لهيب القلوب نحو شواطئ المتوسط.


وفي يومٍ ما، حتمًا، سيرى هذا العالم حريقًا مشتعلًا يلتهم المتوسط. وسنقضي على هذا الوحش المرعب في تاريخ الإنسانية، وسنبدّد آمالهم المستقبلية. لن نتحمّل أكثر من ذلك رؤية مجتمع يهدد البشرية كلها، ويعلن حربًا على الإله، ويمعن في إبادة أطهر خلق الله على الأرض.


المجتمع الذي سيهلك في القرن الحادي والعشرين هو المجتمع الإسرائيلي.. البحر المتوسط سيظل شاهدًا على تاريخ الهلاك!


سيرون بأنفسهم أن ما يفعلونه إنما يُمهّد لهلاكهم. فالتاريخ الإنساني هو تاريخ المجتمعات التي هلكت، وتاريخ الدول الطاغية، وتاريخ سقوط القوى التي تحدت رب العالمين.

وحوض المتوسط هو مسرح الحساب مع الجماعات التي انحرفت رغم نُذر الرسالات السماوية. هو مسرح معارك الخير والشر الكبرى. وإذا كان ثمة مجتمع سيُهلك في القرن الحادي والعشرين، فهو المجتمع الإسرائيلي. وسيكون ذلك بأيدي شعوب هذه الجغرافيا، كأمرٍ إلهي محتم.


يجب على تركيا أن تضرب إسرائيل! وستضربها! وستُجبر على ذلك. وسنرى هذا بأعيننا. فلا يُستهجن أحدٌ أن نُمهّد لجُمل الغد منذ اليوم!


هذا الشعب الذي أعاد تشكيل الجغرافيا لألف عام، سيفعل ذلك مرة أخرى، وسنرى. تركيا تواصل اليوم كفاحها ضد الشر في كل المجالات. وعندما يحين الوقت، ستعرف كيف تضع النقطة الأخيرة.


لدينا حساب كبير مع إسرائيل، وسنجعلها تدفع الثمن…


لدينا حسابات أخرى معهم أيضًا: الإمبراطورية العثمانية دمّروها هم. وهم من مزّقوا الجغرافيا. لقد احتجزوا الجمهورية التركية رهينة لعقود.


هم من زرعوا الصراع بين الشعب والدولة لعقود. هم من هندسوا الحرب على الإسلام والقيم. وهم من حوّلوا الأناضول إلى بركة دم عبر "المنظمات الإرهابية المسلحة والسياسية".


لدينا مع إسرائيل حساب يتجاوز غزة، وهذا الحساب سيتم تسويته، وسيدفعون الثمن لا محالة. هذا لا علاقة له بالعروبة، أو السامية، أو حسابات الدول القومية. هذه مواجهة تاريخية، ويجب أن تتم.


حتى في هذا الوضع، من يقيم جبهات ضد تركيا مع قبرص الرومية واليونان وجزر إيجة، ومن يستخدم قوة أمريكا وأوروبا في كل مكان ضد تركيا، يجب أن يُنظر إليه من زاوية التاريخ لندرك كيف سيُعاقب ومتى.


التاريخ الممتد لألف عام يخبرنا ما نوع "الغضب" الذي سيواجهه!


إسرائيل التي تهاجم في الوقت نفسه خمس دول وتضرب جميع شركاء تركيا، سيخبرنا التاريخ الممتد لألف عام في هذه الجغرافيا عن أي غضب إلهي ستواجه.

هل تظنون أن شعبًا محا الإمبراطورية الرومانية الشرقية من الخريطة، ودفن حملات الصليبيين في تراب الأناضول، لن يأخذ بثأره من آخر الهجمات الصليبية المتمثلة في الحرب العالمية الأولى؟ هل تظنون أنه نسي مئة عام من الخراب والمآسي؟


هل تظنون أنه سينتظر حتى تُهاجم الأناضول؟


هل تظنون أن هذا الشعب لن يُزيل "الحامية الإسرائيلية" التي بدأت بتنظيم حملات صليبية جديدة؟ هل تظنون أنه سينتظر حتى تُهاجم إسرائيل الأناضول كي يتحرك؟


لا تدعوا "الكلمات الناعمة" تُخدّركم، لا تنسوا هذا الجين السياسي العريق. بالكلمات الناعمة لا يُصنع التاريخ، ولا تُبنى الجغرافيا، ولا تُحفظ الأوطان.


الميزة الأهم لهذا الجين السياسي الذي أسّس إمبراطوريات عظيمة هي معرفة التدخل في الوقت والمكان المناسبين وفقًا لظروفه هو.


وهو لا يُؤخّر ولا يُهمل التدخلات "الضرورية"، بل يعرف كيف يتدخّل من أجل الغد، لا من أجل اليوم. هذا هو الأساس الذي بُني عليه هذا التاريخ العظيم.


منذ خمسين عامًا وهم يهاجمون من الداخل! كم عامًا مُنعَت تركيا من امتلاك قوة السلاح؟


منذ خمسين عامًا وهم يشنون حربًا من الداخل ضد تركيا. في الثمانينات، أُنشئ تنظيم بي كي كي لهذا الغرض. قبل أربعين عامًا أُنشئ تنظيم غولن لهذا الهدف. لو لم يُنشأ هذان التنظيمان في تلك الحقبة، وبدأت بدلاً منهما القفزات الصناعية التي رأيناها هذا الأسبوع في معرض الصناعات الدفاعية (IDEF)، لما واجهنا هذا الخراب وهذه المهانة.


عندما خرجت سلطة الجمهورية التركية من أيدي "الامتيازات" وعادت إلى يد "الشعب"، اشتدت الهجمات وتحوّلت إلى حمّام دم.


الذين يرتكبون اليوم الإبادة في غزة ويهددون تركيا وشركاءها هم نفس الأطراف التي كانت تنظم الهجمات من الداخل.


وما زالوا يهاجمون. هل يظنون أننا لا نفهم هذه الحرب؟ هل يظنون أننا لا نعرف من يقف وراء هذه الهجمات؟ هل يظنون أننا لا نعرف ما يُخططون له في الخطوة القادمة؟


سنرى اشتعال البحر الأبيض المتوسط!


انتهى زمن التوسّل، وزمن الخنوع باسم "السلام". انتهى زمن "الدولة المتفهمة" التي تُسوّق على أنها لا تُبدي رد فعل. انتهى زمن الدفاع. هذه كلها من عادات القرن العشرين. وذلك الزمن قد ولّى منذ زمن.


وراء كل أزمة داخلية وخارجية، وكل ثمن دُفعته تركيا، وكل تهديد واجهته، تقف إسرائيل. هذا بدون استثناء. إذا حللتم كل واحدة منها، فستجدون الخيط يصل إليهم.


ولذلك، فإن "زمن الصبر" قد انتهى أيضًا.


ربما كنت من الذين تحدثوا مبكرًا. لكن تركيا ستُضطر لضرب إسرائيل. من أجل غزة، من أجل الجغرافيا، من أجل الأناضول، ستُجبر على ذلك. وستعيد التاريخ والجغرافيا إلى حضنها الطبيعي.


وسنرى، حتمًا، اشتعال البحر الأبيض المتوسط!

#تركيا
#نهاية إسرائيل
#ضرب إسرائيل