
دعا البيان الختامي في البند الـ15 الذي اعتمد في قمة القادة جميع الدول إلى مراجعة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل..
استضافت الدوحة، الاثنين، قمة عربية إسلامية طارئة، لبحث عدوان إسرائيلي استهدف سيادة قطر في التاسع من سبتمبر/ أيلول الجاري.
القمة التي شهدت مشاركة رفيعة المستوى، عقدت على وقع تصعيد خطير يشهده الإقليم، إثر استمرار إسرائيل بتجاوزها كل الأعراف والقوانين الدولية، بشن حرب إبادة منذ عامين على قطاع غزة، علاوة على استهداف وفد حركة "حماس" المفاوض بالدوحة.
قمة كان عنوانها "القمة العربية الإسلامية الطارئة لبحث الهجوم الإسرائيلي على دولة قطر"، وقد ظهر بشكل واضح من خلال خطابات الزعماء ورؤساء الوفود، ما يؤكد على وحدة الموقف بالإدانة.
** حضور لافت
وشهدت القمة حضورا لافتا لأبرز الزعماء، كرؤساء تركيا رجب طيب أردوغان، ومصر عبد الفتاح السيسي، وسوريا أحمد الشرع، وفلسطين محمود عباس، وملك الأردن عبدالله الثاني، وولي عهد السعودية محمد بن سلمان، إضافة إلى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد..
وغاب عن القمة رؤساء كل من الإمارات محمد بن زايد، وتونس قيس سعيد، والجزائر عبد المجيد تبون، وأمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وملكا المغرب محمد السادس، والبحرين حمد بن عيسى، إضافة إلى سلطان عمان هيثم بن طارق.
** خطابات حاسمة
بالإدانات والمطالبة بمحاسبة إسرائيل، وبنبرة قوية، تميزت كلمات القادة المشاركين بالقمة العربية الإسلامية الطارئة التي شهدت مشاركة زعماء ومسؤولين من 57 دولة.
إذ قال أمير قطر، في كلمة الافتتاحية، إن "رئيس وزراء إسرائيل (بنيامين نتنياهو) يحلم أن تكون المنطقة منطقة نفوذ إسرائيلية، وهذا وهم كبير"، مطالبا بـ"اتخاذ إجراءات ملموسة ضد إسرائيل".
فيما أكد الرئيس التركي في كلمته، وجوب أن يكثف العالم الإسلامي جهوده الدبلوماسية لزيادة العقوبات على إسرائيل.
كذلك حذر الرئيس المصري من أن ما تفعله إسرائيل بالمنطقة "يضع العراقيل أمام أي فرص لأية اتفاقيات سلام جديدة، بل ويجهض اتفاقات السلام القائمة مع دول المنطقة".
ودعا السيسي المجتمع الدولي لمحاسبة إسرائيل، والدول العربية والإسلامية بـ"إنشاء آلية عربية إسلامية للتنسيق والتعاون، تمكن من مواجهة التحديات الكبرى، الأمنية والسياسية والاقتصادية".
وفي كلمته، دعا عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، إلى أن يكون الرد على العدوان الإسرائيلي الذي استهدف قطر "واضحا وحاسما ورادعا".
أما رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، فاقترح "إصدار موقف عربي وإسلامي موحد يدين الاعتداء على دولة قطر"، و"التعامل مع أي اعتداء على أي دولة عربية أو إسلامية باعتباره تهديداً لكل دول الكتلتين، ووضع خريطة طريق شاملة لوقف إطلاق النار بشكل كامل في غزة".
وكانت كلمة الرئيس السوري، وما حملته من رمزية ودلالات من بين اللقطات المهمة في قمة الدوحة، فرغم قصر مدتها، إلا أنها كانت رسالة دبلوماسية مركزة.
فقد أراد الشرع أن يؤكد على تميز العلاقات مع الدوحة، رسميا وشعبيا، فدمشق لم تنس وقفة قطر معها إبان فترة الثورة ضد النظام المخلوع، والتي توجها الأمير تميم بزيارتها كأول قائد دولة بعد الإطاحة ببشار الأسد، وذلك بعد يوم واحد من تنصيب الرئيس الجديد.
واختزل الرئيس السوري الحديث بجمل معدودة، كان أهمها "أقف وشعب الجمهورية العربية السورية بأكمله إلى جانب الأشقاء في دولة قطر وفاء لها ولعدالة موقفها".
**البيان الختامي
فيما شدد البيان الختامي على "التضامن المطلق مع دولة قطر ضد هذا العدوان الذي يمثل عدواناً على جميع الدول العربية والإسلامية، والوقوف معها في كل ما تتخذه من خطوات للرد على العدوان الإسرائيلي الغادر".
ودعا البيان "جميع الدول إلى اتخاذ كافة التدابير القانونية والفعالة الممكنة لمنع إسرائيل من مواصلة أعمالها ضد الشعب الفلسطيني، بما في ذلك دعم الجهود الرامية إلى إنهاء إفلاتها من العقاب، ومساءلتها عن انتهاكاتها وجرائمها، وفرض العقوبات عليها، وتعليق تزويدها بالأسلحة والذخائر والمواد العسكرية أو نقلها أو عبورها، بما في ذلك المواد ذات الاستخدام المزدوج".
كما دعا جميع الدول إلى "مراجعة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية" مع إسرائيل "ومباشرة الإجراءات القانونية ضدها".
** لقطات رمزية
شهدت القمة لقطات رمزية، كان أبرزها حضور ولي العهد السعودي، إلى الدوحة مبكرا وعقده لقاء مع أمير قطر، كما شارك في القمة لكن دون إلقاء كلمة.
من جهة أخرى، عكس التصفيق الحار بعد إقرار البيان الختامي مدى التوافق الكبير بين الحاضرين على إدانة حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة، وعدوانها ضد قطر.
وفي وقت سابق الاثنين، شهدت الدوحة، عقد القمة العربية الإسلامية الطارئة، لبحث الهجوم الإسرائيلي على قطر.
وشن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، هجوما جويا على قيادة حركة "حماس" بالدوحة، ما أدانته قطر وأكدت احتفاظها بحق الرد على هذا العدوان الذي قتل عنصرا من قوى الأمن الداخلي القطري.
فيما أعلنت "حماس" نجاة وفدها المفاوض بقيادة رئيسها بغزة خليل الحية، من محاولة الاغتيال، ومقتل مدير مكتبه جهاد لبد، ونجله همام الحية، و3 مرافقين.
وأثار العدوان الإسرائيلي على سيادة قطر إدانات عربية ودولية، مع دعوات إلى ضرورة ردع تل أبيب لوقف اعتداءات التي تنتهك القانون الدولي.
وجاء الهجوم على قطر رغم قيامها بدور وساطة، إلى جانب مصر وبمشاركة أمريكية، في مفاوضات غير مباشرة بين "حماس" وإسرائيل، للتوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف 7إطلاق النار.
وبهذا الهجوم وسعّت إسرائيل اعتداءاتها في المنطقة، إذ شنت في يونيو/ حزيران الماضي عدوانا على إيران، وترتكب منذ نحو عامين إبادة جماعية متواصلة بقطاع غزة وعدوانا بالضفة الغربية المحتلة، وتنفذ غارات جوية على لبنان وسوريا واليمن.