
خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة..
قال رئيس دولة الفاتيكان البابا ليو الرابع عشر، إن الصراعات الراهنة في العالم تمهد على مراحل لحرب عالمية ثالثة، داعيا إلى عدم الاستسلام لهذا الأمر أبدًا.
جاء ذلك في كلمة ألقاها، الخميس، عقب الاجتماع المشترك مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على مستوى الوفود في المجمع الرئاسي بأنقرة.
وأردف البابا قائلا: "بعد حربين عالميتين، نشهد صراعا عالميا شديد التوتر تهيمن عليه استراتيجيات القوة الاقتصادية والعسكرية".
وشدد على أن "الصراعات العالمية تعد الأرضية لحرب عالمية ثالثة على مراحل، ويجب ألا نستسلم لهذا أبدًا فمستقبل البشرية في خطر".
وعبّر البابا ليو الرابع عشر عن شكره للرئيس أردوغان على حسن الاستقبال، معرباً عن سروره بزيارة، وقال إن الجمال الطبيعي لتركيا يدعو البشر إلى حماية ما خلقه الله.
وأشار إلى أن "الثراء الثقافي والفني والروحي لتركيا يذكرنا بأنه حين تلتقي أجيال وتقاليد وأفكار مختلفة تتشكل حضارات كبيرة تلتحم فيها التقدم والحكمة".
وذكر أن تاريخ البشرية يتضمن قرونا من النزاعات، وأن العالم حولنا تُزعزع استقراره طموحات واختيارات تدوس العدالة والسلام.
وأضاف: "إلا أنه وأمام التحديات، يعتبر الكون شعبا بمثل هذا التاريخ العظيم هو في الوقت ذاته هبة ومسؤولية".
ولفت إلى اختيار صورة جسر مضيق تشناق قلعة (الدردنيل) شعارا لزيارته، موضحا أن هذه الصورة تعبر بوضوح عن الدور الخاص لتركيا.
وأشاد بالمكانة الهامة التي تتمتع بها تركيا في حاضر ومستقبل منطقة البحر الأبيض المتوسط والعالم بكامله، وذلك بشكل خاص بفضل تثمينها التنوع الداخلي.
ولفت إلى أن الجسر قبل أن يربط بين آسيا وأوروبا، وبين الشرق والغرب، فإنه يربط تركيا بذاتها، ويجمع مناطق مختلفة للبلاد جاعلا منها تقاطع طرق.
وأكد البابا أن المجتمعات البشرية تزداد استقطابا وتنقسم تحت تأثير الآراء المتطرفة.
وقال إن سلفه الراحل البابا فرنسيس كان يدعو إلى الشعور بألم الآخرين والإصغاء إلى صرخة الفقراء وصرخة الأرض في مواجهة ما كان يصفها بـ"عولمة اللامبالاة"، مشجعا بذلك على "أعمال رحيمة، تعكس الإله الواحد الرحيم، بطيء الغضب وكثير الرأفة".
وأشار إلى أهمية العدالة والرحمة والعطف والتضامن، واصفا إياها بمعايير حقيقية للتنمية.






