عرض ترامب في الكنيست الإسرائيلي!

08:0219/10/2025, الأحد
تحديث: 29/10/2025, الأربعاء
عبدالله مراد أوغلو

في 13 أكتوبر، تحدث الرئيس الأمريكي ترامب أمام الكنيست الإسرائيلي، وكان في مزاج يوحي بأنه أكثر ميلًا للقول: «لنجعل إسرائيل عظيمة مرة أخرى (MIGA)» بدلًا من شعاره الانتخابي المعروف «لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى (MAGA)». واستغل الإسرائيليون بمهارة واضحة إعجابه بالتدليل والمديح. رئيس الكنيست، عامير أوهانا، شبّه ترامب بـ«قورش الكبير»، ملك فارس الذي له مكانة مقدسة في الرواية التاريخية اليهودية. ووفق الرواية الأسطورية، أنهى قورش فترة السبي اليهودي في بابل وأعاد بناء الهيكل في القدس. قال أوهانا: «سيدي الرئيس،

في 13 أكتوبر، تحدث الرئيس الأمريكي ترامب أمام الكنيست الإسرائيلي، وكان في مزاج يوحي بأنه أكثر ميلًا للقول: «لنجعل إسرائيل عظيمة مرة أخرى (MIGA)» بدلًا من شعاره الانتخابي المعروف «لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى (MAGA)». واستغل الإسرائيليون بمهارة واضحة إعجابه بالتدليل والمديح.

رئيس الكنيست، عامير أوهانا، شبّه ترامب بـ«قورش الكبير»، ملك فارس الذي له مكانة مقدسة في الرواية التاريخية اليهودية. ووفق الرواية الأسطورية، أنهى قورش فترة السبي اليهودي في بابل وأعاد بناء الهيكل في القدس. قال أوهانا: «سيدي الرئيس، أنت لا تظهر أمام شعب إسرائيل كرئيس أمريكي عادي، بل كأحد عمالقة التاريخ اليهودي. لإيجاد شخص يشبهك، علينا العودة إلى قبل ألفين وخمسمائة عام، إلى قورش الكبير». وبحسب أوهانا، فإن ترامب لا يمكن مقارنته إلا بـ«قورش الكبير».


كما تذكّر المتحدثون مساهمة ترامب في توسيع المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية عام 2020، وشكروا على ذلك. ومع ذلك، كان ترامب قد صرح في سبتمبر للصحفيين في البيت الأبيض بأنه لن يسمح بضم الضفة الغربية، لكنه بدا وكأنه نسي هذا التصريح إثر الإطراءات التي تلقاها.


كانت مريم أديلسون، زوجة الملياردير الصهيوني شيلدون أديلسون، حاضرة أيضًا في الكنيست. ومنذ وفاة زوجها، واصلت مريم دورها كـ«المانحة الكبرى»، وحرّض ترامب على التصفيق لها، مؤكدًا أنه نفذ كل ما أراده الأديلسون لإسرائيل، بما في ذلك نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وأن رغباتهم لا تنتهي أبدًا.


أما ما قاله زعيم المعارضة في الكنيست، يائير لابيد، فكان يعكس الحالة النفسية للصهاينة. فقد أشار إلى أن التلمود البابلي يشدد على أن من ينقذ إنسانًا ينقذ البشرية جمعاء، وشكر ترامب على إنقاذ الأسرى الإسرائيليين. لكن كلمات لابيد أكدت مرة أخرى أن الأطفال والنساء وغيرهم من الفلسطينيين في غزة، الذين تم تفجير أجسادهم بالقنابل الأمريكية أو ماتوا جوعًا وبدون علاج، لا يُعتبرون «بشرًا» في نظرهم. بينما ركز ترامب على ذكر الأسرى الإسرائيليين مرارًا، ولم يشر إطلاقًا إلى قتل سبعين ألف فلسطيني أو مئات الآلاف من الجرحى.


ارتقى ترامب بالجرأة حين قال إن «بيبي» – أي بنيامين نتنياهو – طلب منه أسلحة أمريكية حتى دون معرفة أسمائها، وقد سلّمها فورًا، وأن الجيش الإسرائيلي يستخدمها بكفاءة عالية. وهذه تصريحات اعترافية بأن الجيش الإسرائيلي اعتبر غزة حقل اختبار لهذه الأسلحة الأمريكية التي لا يعرف ترامب عنها سوى الاسم فقط. وقد أظهر الجيش الإسرائيلي كفاءته هذه بإغراق البيوت والمستشفيات والمدارس وأماكن العبادة بالقصف الجوي والصواريخ، وقتل المدنيين العزل.


يعيش في إسرائيل حوالي 750 ألف أمريكي يهودي، بعضهم مستوطنون في الضفة الغربية. وخلال كلمته في الكنيست، ذكر نتنياهو اسم جندي أمريكي يهودي أصيب في غزة، وأشاد به أمام الجميع، وقف ترامب من مقعده وصفق له بحماس، في مشهد يثير الصدمة.


قتل الجيش الإسرائيلي العديد من المواطنين الأمريكيين من أصل فلسطيني في الضفة الغربية وغزة، ولم تحرك الإدارات الأمريكية ساكنًا بشأنهم، بما في ذلك راشيل كوري، الأمريكية غير الفلسطينية وناشطة حقوقية، التي قتلت عمدًا عام 2003 على يد جرافة إسرائيلية أثناء محاولتها منع هدم منزل فلسطيني. وحتى بعد 22 عامًا، تقول عائلة كوري إن الإدارة الأمريكية لم تفعل شيئًا لمحاسبة المسؤولين. ومع ذلك، وقف ترامب يصفق للجندي الأمريكي اليهودي المصاب في غزة وهو بين صفوف الجيش الإسرائيلي الإجرامي.


هل تُظهر كل هذه المشاهد أن ترامب «صانع سلام» حقيقي؟ الحقيقة تشير إلى عكس ذلك، إذ يركز على حماية المصالح الإسرائيلية ويغفل معاناة المدنيين الفلسطينيين، بما يبرز الطبيعة الانتقائية لدوره في المنطقة.

#ترامب
#غزة
#إسرائيل
#الدعم الأمريكي لإسرائيل
#حركة ماغا