
قالت إنها تتابع التطورات في الدوحة بـ"قلق بالغ وخوف شديد" وحذرت من أن "فرص إعادة المختطفين تواجه الآن قدرا أكبر من عدم اليقين"
استنكرت عائلات الأسرى الإسرائيليين بقطاع غزة، مساء الثلاثاء، محاولة تل أبيب اغتيال فريق حركة حماس المفاوض في قطر "الآن" بينما توجد صفقة مقترحة على الطاولة.
وفي وقت سابق اليوم، نجا قادة بحماس من محاولة الاغتيال في الدوحة بينما قتل مرافقون، بحسب قيادي في الحركة.
وقالت هيئة عائلات الأسرى: "نتابع التطورات في الدوحة بقلق بالغ وخوف شديد".
وأضافت في بيان: "يخيم الآن قلق بالغ بشأن الثمن الذي قد يدفعه المختطفون".
وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها نحو 11 ألفا و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
عائلات الأسرى أضافت: "الإسرائيليون لا يريدون مزيدا من الاغتيالات، بل يريدون المختطفين".
ومستنكرة تساءلت: "لماذا يتم (محاولة) اغتيال فريق التفاوض الآن بينما هناك صفقة على الطاولة؟"، بحسب القناة "12" العبرية.
والأحد، أعلنت حماس أنها تلقت عبر الوسطاء أفكارا من الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة، وترحب بأي تحرك يساعد في إنهاء الحرب المستمرة منذ نحو عامين.
وتؤكد المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يواصل الحرب للحفاظ على منصبه، إذ يخشى انهيار حكومته في حال انسحب منها الجناح الأكثر تطرفا والرافض لإنهاء الحرب.
ومحليا يُحاكم نتنياهو بتهم فساد تستوجب سجنه حال إدانته، وتطلب المحكمة الجنائية الدولية اعتقاله بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
وحذرت عائلات الأسرى الثلاثاء، من أن "فرص إعادة المختطفين تواجه الآن قدرا من عدم اليقين أكبر من أي وقت مضى، مع وجود أمر واحد مؤكد تماما، وهو أن وقتهم ينفد".
وأردفت: "حان الوقت لإنهاء الحرب (...) ونطالب الحكومة بخطة منظمة لاتفاق شامل لإعادة المختطفين".
في سياق متصل، تظاهر عدد من عائلات الأسرى أمام السفارة الأمريكية بالقدس المحتلة، وفقا للقناة 12 العبرية.
** مصير الأسرى
بدوره، دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، عبر منصة شركة "إكس" الأمريكية، حكومة نتنياهو إلى توضيح التداعيات المحتملة لمحاولة الاغتيال على مصير الأسرى بغزة.
وقال لابيد: "عناصر حماس مصيرهم الموت، لكن في هذه المرحلة يجب على الحكومة توضيح كيف أن عملية الجيش لن تؤدي إلى قتل المختطفين".
وتابع: "لا يجوز الانتظار أكثر. يجب إنهاء الحرب وإعادتهم (الأسرى) إلى ديارهم".
فيما اعتبر ناشط السلام الإسرائيلي غرشون باسكين محاولة الاغتيال بمثابة "حكم بالإعدام على المختطفين"، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وتتطرق باسكين، الذي تردد أنه نقل مؤخرا إلى "حماس" مقترحا أمريكيا بشأن اتفاق مع تل أبيب، إلى احتمال حدوث الهجوم دون موافقة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال: "في حال تم تنفيذه دون ضوء أخضر من ترامب، فالطريقة الوحيدة لإنقاذ سمعة الولايات المتحدة هي إنهاء الحرب (على غزة) فورا".
وشدد على أن "عدم فعل ذلك، سيكون بمثابة اعتراف بأن ترامب أعطى الضوء الأخضر للهجوم العسكري الإسرائيلي ضد حماس في قطر".
وتابع: "لا شك أن الاغتيال في الدوحة أوقف المفاوضات المتقدمة للصفقة على الأرجح. وهو حكم بالإعدام على المختطفين".
وسبق أن توسط باسكين عام 2011 في صفقة إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل أسرى فلسطينيين من سجون إسرائيل.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلنت إسرائيل مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف قادة لـ"حماس" في قطر، دون أن تتطرق إلى نتيجته.
بينما أعلنت "حماس" أن وفدها المفاوض، بقيادة رئيسها بغزة خليل الحية، نجا من محاولة الاغتيال، بينما قتل جهاد لبد مدير مكتب الحية ونجله همام الحية، و3 مرافقين هم عبد الله عبد الواحد، ومؤمن حسونة، وأحمد المملوك.
فيما أفادت وزارة الداخلية القطرية، في بيان، بـ"استشهاد عنصر من قوة الأمن الداخلي وإصابة آخرين".
وأعلنت قطر أن إسرائيل استهدفت "مقرات سكنية" لأعضاء المكتب السياسي لحماس بالدوحة، مشددة على أنها "لن تتهاون مع هذا السلوك الإسرائيلي المتهور".
وأثار العدوان الإسرائيلي على سيادة قطر إدانات من دول عربية عديدة، مع دعوات إلى ضرورة إنهاء اعتداءات تل أبيب التي تنتهك القانون الدولي.
وجاء الهجوم على قطر رغم قيامها بدور وساطة، إلى جانب مصر وبإشراف أمريكي، في مفاوضات غير مباشرة بين "حماس" وإسرائيل، للتوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار بغزة.
وبهذا الهجوم وسعت إسرائيل اعتداءاتها في المنطقة، إذ شنت في يونيو/ حزيران الماضي عدوانا على إيران، وترتكب منذ نحو عامين إبادة جماعية متواصلة بقطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، وتنفذ غارات جوية على سوريا واليمن.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 64 ألفا و605 قتلى، و163 ألفا و319 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 399 فلسطينيا بينهم 140 طفلا.
وبموازاة هذه الإبادة تشن إسرائيل عدوانا دمويا ومدمرا على الضفة الغربية المحتلة تمهيدا لضمها والحيلولة دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة تنص عليها قرارات صدرت عن الأمم المتحدة.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.